٤ ـ ضجة الداروينية
لقد كان لظهور نظرية التطور التي ترى أن الحيوانات والنباتات الحية تكونت من أشكال سبقتها نتيجة تحول تدريجي مستمر ، بعكس مبدأ الخلق المستقل القائل بأن كل كائن حي خلق خلقاً خاصاً وانه لم يتحول من نوع آخر.
لقد كان لهذه النظرية أثر كبير في اعراض بعض العلماء الغربيين عن المفاهيم الدينية والاقبال على المادية والالحاد.
وقد يدعي ان الانسان بدأ يطرح مسألة التطور منذ زمن الاغريق القدماء الا ان بدايات نظرية التطور أخذت في الظهور بعد منتصف القرن السادس عشر باختراع المجهر ودراسات التصنيف ، وعلم الاجنة.
وكان لامارك العالم الفرنسي المعروف (١٧٤٤ ـ ١٨٢) صاحب أول نظرية تطورية واضحة واعتمد تفسير لامارك على توريث الصفات المكتسبة.
ثم جاء تشارلز داروین (١٨ ـ ١٨٨٢) فقضی أعواماً عديدة جمع فيها الأدلة ثم صاغ نظرية التطور التي عرفت فيما بعد بالداروينية ، وتقدم داروین بنظرية عام ١٨ عندما ظهرت الطبعة الأولى من كتابه (أصل الأنواع) وشهد منتصف القرن (١) ظهور الداروينية (١).
ثم انه رغم آن اسس نظرية التطور التي طلع بها داروين كانت موجودة في ثنايا ما عرضه لامارك ولكنه لقي من الاستقبال مالم تلقه نظرية لامارك لان الوقت الذي عرض فيه داروين نظريته كان مناسبة ، فقد طرحها على المجتمع الغربي يوم كانت اوربا في صراع شديد مع الكنيسة وحرب على مبادئها ومفاهيمها فكانت هذه النظرية التي استفاد منها البعض أنها تعارض مبادئ الكنيسة
__________________
(١) الموسوعة العربية الميسرة ـ راجع التطور ـ الداروينية.