لقد تطورت «محاكم التفتيش» الكنسية الى جهاز جهنمي للوقوف في وجه التقدم العلمي ، والی شكل من أشكال الرقابة على الفكر مستخدمة في هذا السبيل أعنف الوسائل ، ومستعملة أقسى الاساليب الامر الذي أوجدفي نفوس الأغلبية الساحقة من العلماء والمفكرين ، وغيرهم ، كراهية شديدة تجاه التعاليم الكنيسة التي كانت أكثرها تخالف بديهيات العقل ومسلمات الفطرة ، وبالتالي تجاه الدين المسيحي نفسه لأن أرباب الكنيسة صبغوا آراءهم الخرافية بصبغة دينية ، وعذوها من تعاليم الدين وأصوله التي يجب الاعتقاد بها ، ونبذ كل ما روارضيها (١).
ولهذا عندما أخذت سلطة هذه المحاكم في التقلص والتضاؤل ، وفقد «البابا» قوته وسلطانه انطلق الناس نحو المادية والاتحاد انتقاماً من الكنيسة ، كردة فعل لممارسات ومضايقات محاكم التفتيش وضغوطها وجرائمها بحق الناس الأبرياء والعلماء خاصة ، وذلك تحت غطاء الدفاع عن الله والدين وعلی أبني القساوسة ، والرهبان ، والبابوات.
لاشك ان لمثل هذه الممارسات اللاانسانية ومثل هذه الرقابة على الفكر والحيلولة دون الرقي والتقدم العلمي أثر سلبية وسيا في التقوس المتعطشة الى التقدم ، المتطلعة الى التجديد.
أنها توحي بمعارضة التين العلم بل كان شعار فصل الدين عن العلم هو الشعار الذي رفعته الكنيسة ، وطلبت من الناس الايمان الأعمى بكل مايلقى اليهم
فقد جاء في ما يسمى بالتوراة ، الاصحاح الثاني المقطع ١٥ : «وأخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها وأوصى الرب الإله آدم قائلا : من جميع شجر الجنة تأكل أكلا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل
__________________
(١) راجع المزيد «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين» للندوى.