والراديو وغيرهما من وسائل الاتصال والاعلام سيف ذو حدين ، أن أحسن المرء استخدامها أنت بأفضل النتائج.
ولكن ماحدث في الغرب ـ ابان ظهور هذه الأجهزة وبسبب غياب التوجيه السليم والقيادة الصالحة ـ كان هو العكس ، فقد استخدم الناس هذه الاجهزة والوسائل أسوء استخدام ، وخاصة عندما أخذت تدر على أصحابها بالارباح الطائلة فراحوا يقدمون من خلال كل ما يدر عليهم الارباح اكثر فأكثر حتى لوكان ذلك على حساب القيم الأخلاقية والفضائل الانسانية.
ومن هنا سقط المجتمع الغربي سقوط أخلاقية غريبة وأصبح تحت تأثیر الاباحية التي اجتاحت الغرب وشملت كل طبقات المجتمع هناك أسير الغرائز الملتهبة الرخيصة الا النادر الذي لا يذكر.
ولما كانت المفاهيم الروحية والمعتقدات الدينية لا تنمو الا في أجواء مساعدة كما لا تنمو البذور الا في أرضية صالحة لم تستطع هذه المعتقدات والمفاهيم الدينية من الاستمرار والبقاء في ذلك المجتمع الفاسد.
التلازم بين المادتين : الأخلاقية والفكرية :
فالمادية الأخلاقية جرت الغرب الى المادية الفكرية ودفعه الانحطاط الاخلاقي إلى أن يتنكر للمعتقدات الدينية الايمان بالله ، والاخرة والحساب والعقاب بعد أن غرق الى قمة رأسه في الشهوات والمجون ، وصارت همته اشباع بطنه ، واطفاء غريزته ، وبعد أن أنحصرت وظائف الكنيسة ودورها في اجراء بعض المراسيم الجوفاء للموتى أو المواليد والقيام ببعض شؤون الأحوال الشخصية مثل الزواج وما شابه ذاك ، لا التوجه للمجتمع والنظارة على ما يجري في الساحة الاجتماعية ومراقبة التحول العلمي والصناعي ونتائجه