على دلالالتها.
أو ليست هذه الكلمة دعوة صريحة الى نبذ كل معبود سوى الله ، وكل حاكم دونه ، وكل ولاية عدا ولايته؟
أو ليست حركة لمحو ورفض حاكمية المسرفين والظالمين والطواغيت يحمل لواءها رجال الوحي والدعاة إلى الله؟
أجل أن كلمة لا اله الا الله نفي لكل معبود وردع للانسان عن عبادة أي شيء سوى الله والتذلل لاية قدرة دون قدرته ، والخضوع لحاكمية دون حاكميته.
ومع ذلك كيف يصح لاصحاب النظرية المذكورة أن يفسروا دعوة الانبیاء بأنها كانت في مصلحة المستغِلين وانهم كانوا يمالئون الظالمين والمستكبرين.
أوليس القرآن الكريم يدعو بصراحة إلى عدم الركون إلى الظالمين اذ يقول :
وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (هود ـ ١١٣)
أم كيف يسمح الماديون لانفسهم بأن ينسبوا هذا الوصف المشين الى الانبیاء مع أن القرآن يعلن بصراحة بأن الهدف الأساسي من بعثة الأنبياء والرسل هو اقامة العدل والقسط في المجتمع البشري الذي لا يمكن الا بازالة كل مظاهر الاستغلال والاستعمار والاستعباد اذ يقول :
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحدید ـ ٢٥)