لا نظن أن من ألمّ بالقرآن ونداءاته وتعاليمه يسمح لنفسه بان ينسب مثل هذه الوصمة الى انبياء الله ورسله ويدعي بانهم كانوا یمالئون المستغلين ويوافقونهم على ممارساتهم مع ان القرآن الكريم وهو كتاب نبي الاسلام يصرّح بان ألدّ خصوم الأنبياء هم المترفون المسرفون وهم الظالمون الذين يتخذون مال الله دولا ، وعباد الله خولا. هم الذين يحملون أنفسهم على أكتاف الناس ويفرضون حاكمیتهم عليهم بالقهر والقوة ، والذين كان الأنبياء من أقوى المحرضين على الثورة عليهم وتحطيم حاكميتهم ، وازالة سيطرتهم. قال سبحانه :
مَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (سبأ ٣٤ ـ ٣٥)
ان القرآن الكريم يصرّح بأن أول من استجاب للانبياء وانضوى تحت لوائهم هم المستضعفون والمحرومون.
فها هم المستكبرون ينددون بالانبياء لانهم آووا الأراذل والضعفاء من الناس اذ يقولون كما یحكى سبحانه عنهم ـ :
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (هود ـ ٢٧)
وهكذا كان الدعاة إلى الله ـ وفي طليعتهم الانبياء ـ على النقيض من المستكبرين والظالمين أبداً ، وكانت دعواتهم حرباً شعواء على الظلم والاستغلال.
لقد كانوا يؤكدون ـ دائماً ـ على أن سيطرة الظالمين على المحرومين لم