الصحيحة واجتهدوا في طرح المسائل الاعتقادية على ساحل البحث والدراسة ليتيحوا للجميع فرصة التعرف والوقوف على العقيدة الصحيحة السليمة.
ولكننا ـ رغم أهمية العقيدة الدينية ودورها الخطير في حياة الناس افراداً وجماعات ـ لا نجدها تحظى باهتمام الكتاب والمفكرين في العصر الحاضر كما تحظى بعنايتهم مسائل أخرى أقل أهمية منها.
فبينما تمتلئ المكتبة الاسلامية والعربية ، وتزخر بأصناف الأبحاث والدراسات المفصلة حول القضايا التاريخية والأدبية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها ، تخلو من أبحاث ودراسات وكتب مماثلة في المسائل الاعتقادية والفلسفية التي تمس صميم حياة الانسان ، لانها هي التي ترسم مواقفه وتعيّن كيفية سلوكه.
ويشهد بذلك القوائم المطولة عن الكتب التي تبحث في كل موضوع بينما تندر فيها الكتب الاعتقادية والفلسفية ، أو تكاد تلحق بالمعدوم ، أو أن الكتب الاعتقادية كتبت على النهج القديم الذي لا يشبع نهم الجيل الحاضر ولا يجيب على تساؤلاته.
بل ربما ينهض بين الفينة والأخرى من ينتقد العقائد الدينية ، كما حدث ذلك قبل عشر سنوات أو أكثر عندما أصدر أحدهم كتاباً هاجم فيه المسائل الاعتقادية ، ونقد فيه الفكر الديني في بلد يزخر بالمؤمنين بالله ، على اختلاف شرائعهم ومذاهبهم ، ثم تناوله بعض المفكرين والعلماء بالنقد والرد ، ثم ترك الامر ، وعادت قضية البحث الاعتقادي إلى زاوية النسيان مرة أخرى.
ان ظهور مثل هذا الكتاب يكشف عن أن حركة الالحاد والتشكيك في المعتقدات الدينية قد تنتعش في المناطق الأهلة بالمؤمنين أيضاً.
لقد قام علماء العقيدة من مسلمين وغیر مسلمین بواجبهم في الصور