العقيدة منشأ التحولات الكبرى
هذا مضافاً إلى أن التحقيقات التاريخية والنفسية قد أثبتت أن العقيدة كانت دائماً سبباً للتحولات والتطورات العظيمة في الحياة البشرية ، كما أثبتت أيضاً أن العقيدة الدينية كانت في أغلب الموارد في الملهم والمصدر المعلوم والاداب والفنون ، كل هذا الى جانب أن أكثر المواقف الانسانية التي تجسد قيم الايثار والنجدة ، والبسالة والصمود كانت ولا تزال تستمد جذورها وعناصرها من العقيدة الدينية ، وتتحقق بفضل تأثيرها ، وفي ضوء هدايتها.
وقد تنبه العلماء والمفكرون إلى أهمية العقيدة الدينية ، ودورها في الحياة البشرية ، واعترفوا بذلك في مختلف المناسبات.
فهذا هو «الفريد وایتهد» الذي يصف العلم والدين بانهما أقوى الأمور تأثيراً على الانسان يكتب حول الدين قائلا :
«عندما نحاول التعرف على قيمة الدين والعلم ونبحث عن مدى تأثيرهما على البشر لم نكن مبالغين اذا قلنا بان مستقبل العالم يتوقف على كيفية تعامل هذا الجيل مع هذين الأمرين» (راجع كتابه العلم والعالم الحديث).
وكتب شاول دارون في كتابه : «بعد مليون سنة».
«ان الانسان سيحتفظ بالعقيدة الدينية في المليون سنة المقبلة ، قياساً على المعهود من تاريخه القديم الحديث ، ولهذا كانت العقائد على جانب من الأهمية بالنظر إلى المستقبل ، لان العقيدة تبعث الأمل في دوامها بعد صاحبها وفي سيطرة الانسان على مصيره بفضلها».
علماء العقيدة بين الأمس واليوم
ولأجل هذا ركز الفلاسفة والعلماء جهودهم على بيان ملامح العقيدة