اشتراطه بالوصول الفعلي (١) ، والأستاذ العلّامة إلى القول بالإطلاق من جميع الجهات مع إناطة التعبّد بالمقدّمة بقصد التوصّل بها إلى ذيها (٢) وهذا هو ظاهر التقريرات المنسوبة إلى شيخنا المرتضى (٣) دون ما نسب إليه الأستاذ.
وكلّ هذه الأقوال عندي خارجة عن جادّة الصواب. والحقّ ما يوافق في النتيجة للقول بالمقدّمة الموصلة. أمّا حديث توقّف التعبّد بالمقدّمات على قصد التوصّل بها فحديث شعري بعد اختيار الإطلاق في الوجوب والواجب ؛ فإنّ الواجب إذا كان هو نفس المقدّمة لا بشرط لم يعقل اشتراط التعبّد بها بشرط ؛ فإنّ التعبّد ليس إلّا الإتيان بالواجب بداعي وجوبه بلا دخل أمر آخر في حقيقته.
__________________
(١) الفصول الغرويّة في الأصول الفقهيّة : ٨٦.
هو الشيخ محمّد حسين بن محمّد رحيم الطهراني الحائري ، ولد في ايوان كيف. أخذ مقدّمات العلوم في طهران ثمّ اكتسب من شقيقه الشيخ محمّد تقي الأصفهاني صاحب هداية المسترشدين ، في أصفهان. ثمّ هاجر إلى العراق فسكن كربلاء. كان مرجعا عامّا في التدريس والتقليد. وقد تخرّج من معهده جمع من كبار العلماء ، أجاب داعي ربّه سنة ١٢٥٤ ه وله آثار أشهرها : الفصول الغرويّة في الأصول الفقهيّة (طبقات أعلام الشيعة ـ الكرام البررة ـ ١٠ : ٣٩٠ رقم ٧٩٥).
(٢) كفاية الأصول : ١١٤ و ١١٨.
هو الشيخ محمّد كاظم بن حسين الخراساني المعروف بالآخوند الخراساني (١٢٥٥ ـ ١٣٢٩ ه) ولد في طوس بدأ بدراسة المقدّمات في موطنه ثمّ هاجر إلى الطهران وفي طريقه مرّ بسبزوار واستفاد من المحقّق السبزواري عدّة شهور وبقي في طهران نحو ١٣ شهرا واستفاد من أساتذته ثمّ دخل النجف الأشرف واستفاد من درس الشيخ الأعظم مدّة عامين حتّى توفّي الشيخ في سنة ١٢٨١ ه فاستفاد من سائر أساتذة حوزة النجف إلى أن صار أحد اعلامه فاستقلّ بالتدريس إلى أن توفّي عام ١٣٢٩ ه. وله مؤلّفات أشهرها : كفاية الأصول ودرر الفوائد.
(٣) قد تعرّض الشيخ على ما حكى عنه في مطارح الأنظار : ٧٤ ـ ٧٨ للبحث عن المقدّمة الموصلة واختار في خلال كلامه ما يوافق الآخوند فراجع مطارح الأنظار : ٧٧.
مقرّر درس الشيخ الأنصاري في مباحث الألفاظ وهو مؤلّف مطارح الأنظار ، الميرزا أبو القاسم النوري الطهراني الشهير بكلانتر.
ولد في سنة ١٢٢٦ ه له أسفار عديدة لطلب العلم من أصفهان إلى طهران وإلى العراق. كان يحضر مجلس درس الشيخ مرتضى الأنصاري لمدّة عشرين سنة وكان يقرّر درس الشيخ لبعض طلبته فصرّح الشيخ مرارا باجتهاده وفي سنة ١٢٧٧ ه هاجر إلى طهران فكان مرجع العامّ والخاصّ وتوفّي سنة ١٢٩٢ ه ودفن بمشهد عبد العظيم قدسسره (أعيان الشيعة ٢ : ٤١٣ ـ ٤١٤).