السلامي (ت ٥٥٠ ه / ١١٥٥ م) أفرد فيه رسالة مستقلة (١). وسنذكر أقوال كل فريق وأدلته بشيء من التفصيل ، حسب أسبقيتهم في الزمن ، ونرجّح القول الصائب منها.
الفريق الأول وأدلته :
ذهب أصحاب هذا الفريق إلى القول أنه «العزيزيّ» بزايين معجمتين ، وأصحاب هذا القول هم : ابن خالويه (ت ٣٧٠ ه / ٩٨٠ م) والدارقطني (ت ٣٨٥ ه / ٩٩٥ م) وعبد الغني الأزدي (ت ٤٠٩ ه / ١٠١٨ م) والخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ ه / ١٠٧٠ م) والأمير ابن ماكولا (ت ٤٧٥ ه / ١٠٨٢ م) وابن خير الإشبيلي (ت ٥٧٥ ه / ١١٧٩ م) وأبو البركات ابن الأنباري (ت ٥٧٧ ه / ١١٨١ م) وابن الأبار (ت ٦٥٨ ه / ١٢٥٩ م) والفيروز آبادي (ت ٨١٧ ه / ١٤١٤ م) والحافظ ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ ه / ١٤٤٨ م) وجلال الدين السيوطي (ت ٩١١ ه / ١٥٠٥ م) وشمس الدين الداودي (ت ٩٤٥ ه / ١٥٣٨ م) والزبيدي محمد مرتضى (ت ١٢٠٥ ه / ١٧٩٠ م). وهؤلاء الأئمة من أعلام اللغة والأدب ، ومنهم اثنان معاصران للسجستاني وهما ابن خالويه والدارقطني.
أما ابن خالويه الحسين بن أحمد (ت ٣٧٠ ه / ٩٨٠ م) ، فقد كان زميلا للسجستاني ، إذ كانا يدرسان معا عند ابن الأنباري ، أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار (ت ٣٢٨ ه / ٩٣٩ م) يقول ابن خير الإشبيلي في «فهرسته» (٢) : «وذكر أبو مروان الطبني عن ابن خالويه النحوي ، قال : كان ابن عزيز رجلا متواضعا ديّنا من غلمان ابن الأنباري ، وعمل هذا الكتاب في طول عمره ، ورأيته يصححه عليه ويجبره بالشيء فيزيده فيه ...» وقال في موضع آخر (٣) : «وذكر أبو عمرو ـ الداني ـ عثمان بن سعيد المقرىء رحمهالله قال : سمعت فارس بن أحمد الضرير المقرىء يقول : قال الحسين بن خالويه : كان أبو بكر بن عزيز معنا عند أبي بكر بن الأنباري ، فلما ألّف كتابه في غريب القرآن ابتدأ بقراءته
__________________
(١) انظر ما ذكره الفيروز آبادي حول هذه الرسالة في القاموس المحيط (عزز) والزبيدي في تاج العروس (عزز).
(٢) ابن خير ، فهرسة ما رواه عن شيوخه : ٦٣.
(٣) المصدر نفسه.