يطول شرحها تفيد العلم بأنه براء ، وكذا ابن نقطة وابن النجار ، وقد تمّ الوهم فيه على الدارقطني ، وعبد الغني ، والخطيب ، وابن ماكولا ، فقالوا عزير بزاي مكررة ، وقد بسطت القول في ذلك في ترجمته في تاريخ الإسلام».
وقد ردّ الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ ه / ١٤٤٨ م) على كلام الذهبي وفند أدلته ورجح بين جميع الأقوال المتقدمة في كتابه «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» ٣ / ٩٤٨ فقال : «هذا المكان هو محل بسط القول فيه : لأنه موضع الكشف عنه ، وقد اشتهر على الألسنة : كتاب غريب القرآن للعزيزي بزايين معجمتين. وقضية كلام ابن ناصر ومن تبعه أن تكون الثانية راء مهملة ، والحكم على الدارقطني فيه بالوهم ـ مع أنه لقيه وجالسه ، وسمع معه ومنه ، ثم تبعه النقّاد الذين انتقدوا عليه كالخطيب ثم ابن ماكولا وغيرهما ـ في غاية البعد عندي. والذي احتج به ابن ناصر أن الأثبات من اللغويين ضبطوه بالراء ... وكله راجع إلى الكتابة لا إلى الضبط بالحروف ، بل هو من قبل الناظرين في تلك الكتابات ، وليس في مجموعه ما يفيد العلم بأن آخره راء ، بل الاحتمال يطرق هذا المواضع التي احتجوا بها ، إذ الكاتب قد يذهل عن نقط الزاي فتصير راء. ثم ما المانع أن يكون فوقها نقطة فجعلها بعض من لا يميز علامة الإهمال فكيف يقطع على وهم الدارقطني الذي لقيه وأخذ عنه ، ولم ينفرد بذلك حتى تابعه جماعة. هذا عندي لا يتّجه ، بل الأمر فيه على الاحتمال ، وقد اشتهر في الشرق والغرب بزايين معجمتين إلا عند من سمّينا ، ووجد بخط السلفي أنه بزايين. وقيل براء آخره ، والأصح بزايين. والقلب إلى ما اتفق عليه الدارقطني وأتباعه أميل إلا أن يثبت عن بعض أهل الضبط أنه قيّده بالحروف لا بالقلم. وقد قلّد العبدريّ وابن ناصر في ذلك خلق من المغاربة من أقدمهم أبو علي الصدفي ، وأبو بكر بن العربي ، وتبعه أبو محمد بن عبيد الله ، وعبد الله بن الصباح البغدادي والقاسم التجيبي في آخرين ، ولا قطع في ذلك عندي ، والله أعلم. انتهى».
وقد حسم الحافظ ابن حجر في كلامه هذا الخلاف ، ورجح النسبة بالعزيزي بزايين وردّ أقوال المخالفين ، وهو الصواب الموافق للحق إن شاء الله ، وبهذا أخذ خاتمة الحفاظ الإمام السيوطي في «بغية الوعاة» (١).
__________________
(١) السيوطي ، بغية الوعاة ١ / ١٧١.