لم يتابع السمعاني بنسبة السجستاني لبني عزرة ، بل نسبه لأبيه فقال : «العزيري بضم العين وفتح الزاي ، وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها راء ، هذه النسبة إلى عزير الذي اختلفوا في نبوته ، ينسب إليه ... وأما محمد بن عزير العزيري السجستاني ، فهو منسوب إلى أبيه ، وهو مصنف كتاب «غريب القرآن» ومن قاله بزايين فقد أخطأ».
وأما ابن النجار ، محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود البغدادي (ت ٦٤٣ ه / ١٢٤٥ م) فهو من المؤلفين في «المؤتلف والمختلف» أيضا ، وينقل عنه الذهبي في «السير» (١) أنه قال : «والصحيح عزير براء ، نقلته بخط ابن ناصر الحافظ ، وذكر أنه شاهده بخط يده ، وبخط غير واحد من الذين كتبوا كتابه عنه وكانوا متثبّتين ـ قال ـ وذكر لي ابن الأخضر (٢) شيخنا أنه رأى نسخة بالغريب بخط مؤلفه وفي آخره : وكتب محمد بن عزير بالراء المهملة».
وقد اعتمد التجيبي والذهبي والصفدي على أقوال المتقدمين من هذا الفريق ، دونما دليل جديد يذكر.
التلخيص والترجيح :
مما تقدم يمكن حصر أقوال الأئمة في ثلاثة آراء :
١ ـ نسبته بالعزيزي لوالده عزيز ، تصغير عزيز بزايين.
٢ ـ نسبته بالعزيريّ لوالده عزير ، على اسم عزير المختلف في نبوته.
٣ ـ نسبته بالعزيري لقبيلة عزرة.
وللحافظ الذهبي (ت ٧٤٨ ه / ١٣٧٤ م) كلام في هذه المسألة ذكره في «مشتبه النسبة» (٣) فقال : «ومحمد بن عزير السجستاني المفسّر صاحب «الغريب» المشهور ، قال ابن ناصر وغيره : من قاله بزايين معجمتين صحّف ، ثم احتج ابن ناصر لقوله بأمور
__________________
(١) الذهبي ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢١٦.
(٢) هو عبد العزيز بن محمود بن المبارك الجنابذي ثم البغدادي ، محدث العراق في عصره ، صحبه ابن النجار مدةّ طويلة وقرأ عليه ، توفي سنة ٦١١ ه / ١٢١٤ م (ابن العماد ، شذرات الذهب ٥ / ٤٦).
(٣) الذهبي ، مشتبه النسبة : ٤٦١.