ينشئ السحاب فينطق أحسن المنطق ويضحك أحسن الضحك ، فمنطقه الرّعد ، وضحكه البرق» (١) ، وقال ابن عباس : «الرّعد ملك اسمه الرعد ، وهو الذي تسمعون صوته ، والبرق : سوط من نور يزجر به الملك السحاب» (٢) ، وقال أهل اللغة : الرّعد صوت السحاب ، والبرق : نور وضياء يصحبان السحاب (٣).
(رابيا) [١٣ ـ الرعد : ١٧] : عاليا على الماء (٤).
(ردّوا أيديهم في أفواههم) [١٤ ـ إبراهيم : ٩] : أي عضّوا أناملهم حنقا وغيظا ممّا أتاهم به الرسل (٥). (٦) [كقوله عزوجل : (وإذا خلوا عضّوا عليكم الأنامل من الغيظ) [٣ ـ آل عمران : ١١٩] وقيل : (ردّوا أيديهم في أفواههم) : أومأوا إلى الرسل] (٦) أن اسكتوا.
__________________
(١) الحديث أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٤٣٥ ، في مسند رجل من بني غفار رضي الله عنه قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (طبعة دار المعرفة ببيروت) ٢ / ٥٢٣ في معرض كلامه عن الآية : والمراد والله أعلم أن نطقها الرعد ، وضحكها البرق.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٧٤ في مسند ابن عباس رضي الله عنه ، قال : «أقبلت يهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء ، فإن أنبأتنا بهنّ عرفنا أنك نبي واتبعناك ، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل ، قال : هاتوا. قالوا أخبرنا ...» وذكر الحديث ، وأخرجه الترمذي في سننه ٥ / ٢٩٤ ، كتاب تفسير القرآن ، باب سورة الرعد ، الحديث (٣١١٧) ، وقال : هذا حديث حسن غريب.
(٣) أبو عبيدة ، مجاز القرآن ١ / ٣٢٥.
(٤) وقال أبو عبيدة في المجاز ١ / ٣٢٨ : مجازه «فاعل» من ربا يربو أي ينتفخ.
(٥) وقال مجاهد : ردّوا عليهم ـ أي على الرسل ـ قولهم وكذبوهم (تفسيره ١ / ٣٣٤) وقال الفراء : جاء فيها أقاويل ، وأسند عن ابن عباس قال : كانوا إذا جاءهم الرسول قالوا له اسكت وأشاروا بأصابعهم إلى أفواه أنفسهم كما تسكّت أنت قال : وأشار لنا الفراء بأصبعه السبّابة على فيه ، ردّا عليهم وتكذيبا. وقال بعضهم : كانوا يكذبونهم ويردّون القول بأيديهم إلى أفواه الرسل ، وأشار لنا الفراء هكذا بظهر كفه إلى من يخاطبه (معاني القرآن ٢ / ٦٩) وقال أبو عبيدة : مجازه المثل ، ويقال : ردّ يده في فمه أي أمسك إذا لم يجب (المجاز ١ / ٣٣٦).
(٦ ـ ٦) ما بين الحاصرتين سقط من (ب).