والملحمة : المعركة ، وجمعها ملاحم ، إمّا لكونها تصيّر الأبطال فيها لحما ، وإمّا لأنهم يتلاحمون فيها ، أي يلتزق بعضهم ببعض. ومن كلام يهود المدينة وقد قدّموا للقتل : وملحمة كتبت على بني إسرائيل.
ل ح ن :
قوله تعالى : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)(١) قال أبو عبيدة والفراء في نحو القول ومعنى القول : المراد في فحوى القول وقصد القول ، وهو قريب من التورية والتّعريض ، ومنه قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم لسعد بن معاذ وسعد بن عبادة حين وجّههما ليستعلما خبر قريظة : «فإن رأيتماهم على العهد فأعلنا بذلك وإلا فالحنا لي لحنا أعرفه ولا تفتيا في أعراض المسلمين» (٢).
وقيل : اللحن من حيث هو الميل ، فاللحن الذي هو التورية : ميل وعدول عن الكلام الظاهر إلى غيره ، واللحن الذي هو الخطأ في الإعراب : ميل وعدول عن الصّواب إلى الخطأ ، ولذلك قال بعضهم : اللحن صرف الكلام عن سننه الجاري عليها إمّا بإزالة الإعراب والتصحيف ، وهو المذموم ، وذلك أكثر استعمالا ، وإمّا عن التصريح وصرفه بمعناه إلى تعريض وفحوى ، وهو محمود من حيث البلاغة ، وإياه قصد الشاعر بقوله (٣) : [من الخفيف]
منطق صائب وتلحن أحيا |
|
نا ، وخير الحديث ما كان لحنا |
وفي الحديث : «ما كان لحنا» (٤) أي : ما كان مفهوما لكلّ أحد بل للفطن ، وقال بعض بني العنبر (٥) : [من الكامل]
ولقد لحنت لكم لكيما تفهموا |
|
ولحنت لحنا ليس بالمرتاب |
__________________
(١) ٣٠ / محمد : ٤٧.
(٢) النهاية : ٤ / ٢٤١.
(٣) البيت لمالك بن أسماء الفزاري ، وهو في الأصل ناقص أكملناه من اللسان ـ مادة لحن.
(٤) لعله من البيت السابق.
(٥) البيت للقتّال الكلابي كما في اللسان ـ مادة لحن. وفي الأصل : ولقد وجبت لكم لكيلا.