بانكسار الفاء نحو ديمة. وقال ابن الأعرابيّ في قوله عليه الصلاة والسّلام : «المؤمنون هينون لينون» : العرب تمدح بالهين مخفّفا ، وتذمّ بالهيّن الليّن مثقّلا. وقال غيره : واحد (١) وهو الصحيح ، والأصل التّثقيل. وهذا نحو ميت وميّت. والهاوون من ذلك ، لأنّ فيه تسهيل أمر الحاجات. قال بعضهم : هو فاعول ، من الهون. ولا يقال : هاون لأنّه ليس في كلامهم فاعل.
ه و ي :
قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى)(٢) أي سقط. قيل : عنى الثّريا. وقيل : أراد نجوم القرآن ، فيكون هوى بمعنى ترك. وهذا من باب تحسين اللفظ ، وإلّا فالسّقوط والنّزول متقاربان. ويقال : هوى يهوي : سقط ، وهوي ـ بالكسر ـ يهوى ـ بالفتح ـ أي مال وأحبّ. قال تعالى : (بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ)(٣) أي تميل وتحبّ. ومنه الهوى. ومنه ميل النفس إلى الشيء ومحبّتها إياه. وقد غلب على الميل المذموم. قال تعالى : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى)(٤). قال بعضهم : وهو على الإطلاق مذموم ، ثم يضاف إلى مالا يذمّ ، فيقال : هواي مع صاحب الحقّ ، أي ميلي. وقال الشاعر : [من الطويل]
هواي مع الركب اليمانين مصعد |
|
حبيب وجثماني بمكّة موثق |
وقيل : الهوى ميل النّفس إلى الشّهوة. وقيل : سمّي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدّنيا إلى كلّ داهية ، وفي الآخرة إلى الهاوية. وقد عظّم الله تعالى ذمّ اتّباع الهوى في قوله : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ)(٥) ، أي ما تميل إليه نفسه. والأصل : من اتّخذ هواه إلهه ، لما بينّاه في غير هذا. قوله تعالى : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ)(٦) ، إنّما جمع لأنّ لكلّ
__________________
(١) أي هما واحد في المعنى.
(٢) ١ / النجم : ٥٣.
(٣) ٨٧ / البقرة : ٢.
(٤) ٤٠ / النازعات : ٧٩.
(٥) ٢٣ / الجاثية : ٤٥.
(٦) ١٢٠ / البقرة : ٢.