الحديث السابع والعشرون: روى القاضي (أبو يعلى) عن عكرمة أنه قال: إذا أراد اللّه عزّ وجل أن يخوّف عباده أبدى عن بعضه إلى الأرض فعند ذلك تتزلزل وإذا أراد اللّه أن يدمدم على قوم تجلّى لهم.
قال القاضي (أبو يعلى): «أبدى عن بعضه» هو على ظاهره وهو راجع إلى الذات على وجه لا يفضي إلى التبعيض.
قلت: ومن يقول أبدى عن بعض ذاته وما هو بعض لا يكلم وإنما المراد أبدى عن آياته.
* * *
الحديث الثامن والعشرون: روى أبو الأخمص الجمحي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال له: لعلك تأخذ موساك فتقطع أذن بعضها فتقول هذه نحر، وتشق أذن الأخرى وتقول صرم؟ قال: نعم، قال: «فلا تفعل فإن موسى اللّه تعالى أحد من موساك وساعد اللّه تعالى أشد من ساعدك».
قال القاضي (أبو يعلى): لا يمتنع حمل الخبر على ظاهره في إثباته الساعد صفة لذاته. قلت: المراد بالساعد القوة لأن قوة الإنسان في ساعده وكان ينبغي أن يثبت الموسى أيضا.
* * *
الحديث التاسع والعشرون: روى أبو هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين عيني الرّحمن».
قد ذكرنا صفة العين في الآيات المذكورة قبل الأحاديث، والمراد بالحديث أن اللّه تعالى يشاهد المصلي فليتأدب وكذلك قوله: «فإن اللّه تعالى قبل وجهه» أي يراه.
* * *
الحديث الثلاثون: روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث عائشة رضي اللّه عنها أن النبي صلى اللّه عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة فقال صلى اللّه عليه وسلم: «من هذه؟» قالت: فلانة تذكر من صلاتها فقال صلى اللّه عليه وسلم: «مه عليكم ما تطيقون فاللّه لا يمل اللّه تعالى حتى تملّوا» وفي لفظ «لا يسأم اللّه تعالى حتى تسأموا».
قال العلماء: معنى الحديث لا يمل اللّه تعالى وإن مللتم كما قال الشاعر:
صليت مني هذيل بخرق |
|
لا يملّ الشرّ حتى يملوا |