قلت: ونحن نحمد اللّه إذ لم يبخس حظنا من المنقولات ولا من المعقولات، ونبرأ من أقوام شانوا مذهبنا، فعابنا الناس بكلامهم.
* * *
الحديث الثاني والثلاثون: روى أبو أمامة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «ما تقرّب العباد إلى اللّه تعالى بمثل ما خرج منه»(١). وهو القرآن وفي حديث عفان أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «فضيلة القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه تعالى على خلقه إن القرآن منه خرج وإليه يعود» والمعنى وصل إلينا من عنده وإليه يعود فيرفع.
* * *
الحديث الثالث والثلاثون: روى أبو هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «إن اللّه تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألف سنة فلما سمعت الملائكة قالوا: طوبى لأمة ينزل عليهم، وطوبى لأجواف تحمل هذا، وطوبى لألسن تتكلم به».
هذا حديث موضوع يرويه إبراهيم بن المهاجر عن عمر بن حفص وأما عمر بن حفص فقال الإمام أحمد بن حنبل: حرقت أحاديثه، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم بن حبان الحافظ: هذا متن موضوع.
* * *
الحديث الرابع والثلاثون: روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «إن اللّه خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرّحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك»(٢). وفي لفظ أخرجه البخاري أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن الرحم شجنة من الرّحمن».
__________________
(١) الذي في الجامع الكبير للسيوطي: «ما تقرّب العباد إلى اللّه بشيء أحب إليه مما خرج منه» ابن السني عن زيد بن أرطأ عن أبي أمامة.
(٢) في شرح صحيح مسلم للإمام النووي: قال القاضي عياض: الرحم التي توصل وتقطع وتبر إنما هي معنى من المعاني ليست بجسم وإنما هي قرابة ونسب تجمعه رحم والدة ويتصل بعضه ببعض فسمّى ذلك الاتصال رحما، والمعنى لا يتأتى منه القيام ولا الكلام، فيكون ذكر قيامها هنا وتعلقها ضرب مثل وحسن استعارة على عادة العرب في استعمال ذلك، والمراد تعظيم شأنها وفضيلة واصليها وعظيم إثم قاطعيها بعقوقهم (ز).