خالف ذلك فهو معطل ملحد عدو للدين منابذ للإسلام والمسلمين ، فأحيا بذلك بدعة الحشو بعد ما ماتت أو كادت ، حتى لقد رآه ابن بطوطة ـ في بعض رحلاته ـ يخطب على المنبر ، وتلا حديث النزول ثم قال : ينزل كنزولي هذه ونزل درجة ، فأنكر عليه بعض الحاضرين ، فهاج العامة على المنكر وضربوه ضربا شديدا. بل لقد تعصب له بعض الحنابلة أولا ، حتى إذا استطار ، في الناس ضرره جعلوا يوجهون إليه النصائح بالمشافهة والمكاتبة. وحسبك نصحة الحافظ الذهبي له ـ وهي مثبتة في ذيل تكملة السيف الصقيل الذي بين يديك ـ وهو شيخ الحنابلة والحديث ـ وكان قبل ذلك يكثر الثناء عليه بل يطريه ـ فيقول : «كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما» ثم قال : إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد ... الخ وستأتيك بتمامها». ونقول : لقد برع في الاحتيال لنشر آرائه المخالفة للمعقول والمنقول ، وبرز في نصر بدع الكرامية ، وإحياء ما اندرس من شبههم وشبه غيرهم ، وترى ذلك في منهاجه الذي يرد به على الروافض وفي الحقيقة لقد خالف فيه منهاج السنة ، فأثبت بأنه لا أول للحوادث وأنه لا ابتداء لها ، وأن ذلك هو مذهب الصحابة والتابعين ، وتراه مع ذلك .. في تناقض واضح ـ ينقل خلاف الصحابة والتابعين في أول مخلوق ، هل هو العرش أو القلم أو الماء؟!! وفي صفحة واحدة دون خالجة من الخجل!!
وله في ثلب الكرام طريق غريبة ماكرة ، تجد ذلك في كيديه للانتصار للأئمة الأربعة وإن حفل نصفه الأول بالثناء عليهم فقد انسرب مكره بهم في النصف الثاني تمهيدا لجرأة العامة عليهم وكذلك كان صنيعه مع إمامي أهل السنة أبي الحسم الأشعري وأبي منصور الماتريدي. ولا عليك فإن جاءك خلاف بين الأشاعرة والحنابلة فلا تشك أنه هو وأتباعه فقط. ولم يسلم من لسانه إمام من أئمة أهل السنة فارجع إلى موافقة معقولة تجده قد وقع في إمام الحرمين وحجة الإسلام الغزالي ووصفهما بأنهما أشد كفرا من اليهود والنصارى!! .. ولكن هل تركه علماء عصره على هذه الضلالات؟ ونبادر إلى القول بأن علماء عصره على اختلاف مذاهبهم قد تصدوا له ، فهذا هو علامة عصره تقي الدين الحصني في كتابه «دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد» يقول : أخبرنا أبو الحسن على الدمشقي عن أبيه قال : «كنا جلوسا في مجلس ابن تيمية ، فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال : واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا : قال : فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي ، وبادروا إليه ضربا باللكم والنعال .. حتى أوصلوا إلى بعض الحكام واجتمع