المفردات للراغب». وقد جمع فيه مؤلفه مختلف الكلمات الغريبة وأفاض في الشرح والتفصيل وتتبع مختلف اشتقاقات الكلمة واستعمالاتها في القرآن الكريم مستشهدا على ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار والأمثال وأقوال أهل اللغة. أما كتاب اليزيدي فأقل اسهابا وتفصيلا. ولنعقد مقارنة بين كلمة من سورة البقرة عند كل من المؤلفين.
ـ (يُخادِعُونَ) [البقرة آية ٩].
ـ المعنى عند اليزيدي : يظهرون خلاف ما في نفوسهم.
ـ المعنى عند الأصفهاني : الخداع إنزال الغير عمّا هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه ، قال تعالى : (يُخادِعُونَ اللهَ) أي يخادعون رسوله وأولياءه ، ونسب ذلك إلى الله تعالى من حيث أن معاملة الرسول كمعاملته ولذلك قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) وجعل ذلك خداعا تفظيعا لفعلهم وتنبيها على عظم الرسول وعظم أوليائه ، وقول أهل اللغة : إن هذا على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، فيجب أن يعلم أن المقصود بمثله في الحذف لا يحصل لو أتي بالمضاف المحذوف لما ذكرنا من التنبيه على أمرين : أحدهما : فظاعة فعلهم فيما تحروه من الخديعة وأنهم بمخادعتهم إياه يخادعون الله ، والثاني التنبيه على عظم المقصود بالخداع ، وأن معاملته كمعاملة الله كما نبّه عليه بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ ...) وقوله تعالى : (وَهُوَ خادِعُهُمْ) قيل معناه : مجازيهم بالخداع ، وقيل على وجه آخر مذكور في قوله تعالى : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) وقيل خدع الضبّ أي استتر في جحره ، واستعمال ذلك في الضب انه يعدّ عقربا تلدغ من يدخل يديه في جحره ، حتى قيل : العقرب بوّاب الضبّ