وحاجبه ، ولاعتقاد الخديعة فيه قيل : أخدع من ضبّ. وطريق خادع وخيدع كأنه يخدع سالكه. والمخدع بيت في بيت كأن بانيه جعله خادعا لمن رام تناول ما فيه ، والأخدعان تصور منهما الخداع لاستتارهما تارة وظهورهما تارة يقال خدعته : قطعت أخدعه ، وفي الحديث «بين يدي الساعة سنون خداعة» أي محتالة ، لتلونها بالجدب مرّة وبالخصب مرة.
٤ ـ بين «تحفة الأريب» لأبي حيّان الأندلسي و «غريب القرآن وتفسيره» لليزيدي.
سلك اليزيدي في كتابه مسلكا مغايرا للذي سلكه أبو حيان ، فلم يقدم الأول لكتابه بل بدأه مباشرة بشرح غريب سورة الفاتحة كما ذكرنا وانتهى بشرح غريب سورة الناس وحسب ترتيب سور المصحف الشريف ، بينما قدم الثاني لكتابه بمقدمة بيّن فيها أنه سيعمد إلى شرح الغريب الذي لا يعرفه إلا «من له اطلاع وتبحر في العربية» (١) ثم ابتدأ بشرح الكلمات التي أولها همزة وانتهى بشرح الكلمات التي أولها «الياء» معتمدا في ذلك الحروف الأصلية لا الزائدة.
ونرى أن كتاب اليزيدي أكثر تفصيلا من كتاب أبي حيان ، فاليزيدي يأتي بالأمثلة الموضّحة ويستشهد أحيانا بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والشعر وأقوال أهل اللغة ، بينما نرى صاحب التحفة يشرح الكلمة الغريبة بكلمة أو اثنتين غير ناسب الأقوال إلى قائليها ، وهو يتفق واليزيدي في هذه النقطة لأن هذا الأخير قلّما نسب الرأي إلى صاحبه. ولنعقد مقارنة بين عدد من الكلمات لندلل على صحة ما ذكرنا.
__________________
(١) أبو حيان الأندلسي ـ مقدمة تحفة الأريب ٤٠.