أجزاء الأرض ، والإخراج إنما يكون لبعضها ، لجواز خلوّ بعض أجزاء الأرض عن الأثقال فلا يتأتى منها الإخراج ، وقوله تعالى : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ، فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ...)(١) لجواز أن يكون من هذا القبيل ، لجواز موت بعض المبدلين قبل إنزال الرجز عليهم ، أو أن يكون الثاني غير الأول من غير زيادة ولا نقصان إذا أريد تقرير وتمكين وفضل تمييز وتعيين كقوله تعالى : (عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ، وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ)(٢) وقوله تعالى : (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ)(٣) وقوله تعالى : (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)(٤) وقوله تعالى : (وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ ، وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(٥) وقوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ)(٦) وقوله تعالى : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ، قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً)(٧) وقوله تعالى ؛ (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ)(٨) وقوله تعالى : (ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ)(٩) أو أريد تعظيمه والمقام مقام ذلك ، كقوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ، قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(١٠) وقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(١١) أو في إضمار وهم الإلتباس فيما يرجع إليه الضمير في الجملة ، كقوله تعالى : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ ...) إلى قوله : (وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا)(١٢) وقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)(١٣).
__________________
(١) البقرة ٢ / آية ٥٩.
(٢) البقرة ٢ / آية ١٠٢.
(٣) المؤمنون ٢٣ / آية ٧٠.
(٤) المؤمنون ٢٣ / آية ٧١.
(٥) الزخرف ٤٣ / الآيتان ٦ و ٧.
(٦) الزخرف ٤٣ / ٤٦ ـ ٤٧.
(٧) الأنعام ٦ / آية ٣٧.
(٨) الأنعام ٦ / آية ١٠٣.
(٩) المائدة ٥ / آية ٨٩.
(١٠) الإسراء ١٧ / آية ٨٥.
(١١) الحاقة ٦٩ / ١ و ٢.
(١٢) البقرة ٢ / آية ١٠٢.
(١٣) الحج ٢٢ / آية ٥٢.