الضرورة إلى أن أبيّن الواقع التاريخي في هذا الشأن. وكتبت موجزا من البحث في أوّل المجلد الثاني من معالم المدرستين ، ظنّا منّي أنّه كاف لرفع الشبهات التي أثيرت في هذا الصدد.
غير أنّ ما تلقيت من الأسئلة حولها من شتّى البلاد وما أنبئت أنّ بعض الدول الإسلامية دفعت وساعدت على نشر ما يقارب مائتي كتاب ورسالة بهذا الصدد في بلاد الهند وحدها ، أثبتت لي أنّ الشّبهات التي أثيرت حول مدرسة أهل البيت (ع) في شأن القرآن خاصّة ، أهمّ وأوسع مما كنت أرى ، أضف إليه ما كنت أراه منذ عشرات السنين من ضرورة القيام بردّ شبهات المستشرقين في ثبوت النص القرآني ؛ لهذا وذاك اتسعت بحوث الكتاب وتسلسلت حتّى بلغت ثلاثة مجلدات.
وقد اخترت لهذه الدراسة كتابي (فصل الخطاب) و (الشيعة والقرآن) ليكونا محوري هذه الدراسة ، لأنّ كلا من مؤلفي الكتابين أراد أن ينتقد المدرسة الأخرى في كتابه. وحاول أن يستوعب كل شاردة وواردة في بحثه. واقتصرت في دراستهما على ما أورداه حول كتاب الله المجيد ، وتركت منهما ما لا يتصل بالبحوث القرآنية.
وراجعت في دراسة ما استدلّ به الشيخ النوري من مصادر دراسات مدرسة الخلفاء إلى تلك المصادر مباشرة وخرّجت الروايات منها بلا واسطة.
وكان لا بدّ لي في دراسة الروايات أن أمهّد لها دراسة خصائص المجتمع الذي نزل فيه القرآن وانتشر منه لا قارن بين تلك الروايات والواقع التاريخي الذي يناقض تلك الروايات. والروايات التي ناقشتها هي :