وفي عيون الأثر عن العباس بن عبد المطلب ما موجزه : إني لمع رسول الله (ص) آخذ بحكمة بغلته وقد شجرتها بها. قال وكنت امرأ جسيما شديد الصوت فقال : يا عباس! اصرخ يا معشر الأنصار ... (١).
وفي كنز العمال :
فنادى العباس : اين المهاجرون اين أصحاب سورة البقرة بصوت عال (٢).
هكذا جعل رسول الله (ص) لحفظ سورة البقرة عن ظهر قلب شأنا عظيما ، فاهتم المسلمون بذلك.
وفي مسند أحمد بسنده عن أنس بن مالك قال :
كان الرجل اذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا ، يعني عظم.
وفي رواية يعد فينا عظيما (٣).
وجاء في فضل السبع الأول من القرآن الكريم في كنز العمال ١ / ٥٧٢ الحديث ٢٥٨٤ :
«من أخذ السبع الأول من القرآن فهو خير».
وعلى أثر ذلك تسابق الصحابة في استظهار سورة البقرة.
فقد روى القرطبي في تفسير سورة البقرة بسنده وقال :
تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة ، فلما ختمها نحر جزورا وفي رواية بعدها شكر الله وان عبد الله بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها (٤).
وفي موطأ مالك :
__________________
(١) عيون الاثر لابن سيد الناس ط. بيروت سنة ١٩٧٤ م ٢ / ١٩١.
(٢) كنز العمال ط. بيروت سنة ١٤٠٩ ه ١٠ / ٥٤٥ رقم الحديث ٣٠٢١٩.
(٣) مسند احمد ٣ / ١٢٠.
(٤) تفسير القرطبي ١ / ٤٠ ، وسيرة عمر لابن الجوزي ص ١٦٥.