ابن أسد يصلي بهم وخلّف معاذ بن جبل يقرئهم القرآن ويفقههم ، ثم بعثه مع أبي موسى إلى اليمن وقال لهما : يسرا ولا تعسرا.
وبترجمته من الاستي عاب :
فقال معاذ لأبي موسى : كيف تقرأ القرآن ، قال : أقرؤه في صلاتي وعلى راحلتي قائما وقاعدا ومضطجعا أتفوقه تفوقا. فقال معاذ : لكني أنام ثمّ أقوم فاحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
وتوفي في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة في خلافة عمر وهو ابن ثمان وثلاثين سنة (١).
ومن أخبار القرآن ان النبيّ (ص) كان يفضل في تعيين الولاة والامراء ولاقامة الجمعة والجماعة أقرأهم للقرآن.
وقد مرّ بنا خبر عمرو بن سلمة الجرمي الذي كان سكنى قومه على ماء ممرّ الناس عليه وكانوا يسألون القادمين من الحرم عن أخبار الرسول (ص) فيخبروهم انه يقول : «أوحي إليّ كذا وكذا» يعنون ما سمعوه من السور المكية التي كان الرسول (ص) يقرؤها في صلاته في الحرم وفي غيرها قال : كنت أتلقى الركبان فيقرءوني فجعلت لا أسمع شيئا إلّا حفظته حتى جمعت فيه قرآن كثيرا ولمّا وفد قومه على النبيّ (ص) بعد فتح مكة فاصبح امام جماعتهم واستمرّ على ذلك حتى عصر معاوية ، ونظير هذا الخبر خبر عثمان الثقفي الآتي :
أبو عبد الله عثمان بن أبي العاص الثقفي
بترجمته من طبقات ابن سعد (٧ / ٤٠) ما موجزه :
قدم على رسول الله (ص) المدينة في وفد ثقيف فأسلموا وكان عثمان من أصغرهم فجاء إلى النبي (ص) ، قبلهم فأسلم وأقرأه قرآنا ولزم أبيّ بن كعب
__________________
(١) راجع ترجمته في تاريخ ابن عساكر ومختصره ٢٤ / ٣٦٩ ـ ٣٨٣ ؛ وطبقات ابن سعد ٣ / ٥٨٣ ـ ٥٩٠ ؛ والاستيعاب ١ / ٢٣٨.