قبله وزيد بن ثابت الأنصاري ثم الخزرجي من بني غنم بن مالك بن النجار يكتب الى الملوك ، ويجيب بحضرة النبي (ص) وكان يترجم للنبي (ص) بالفارسية والرومية والقبطية والحبشة ، تعلم ذلك بالمدينة من أهل هذه الألسن ، وكان حنظلة بن الربيع بن صيفي الاسيدي التميمي يكتب بين يديه (ص) في هذه الأمور اذا غاب من سمينا من سائر الكتاب ينوب عنهم في سائر ما ينفرد به كل واحد منهم ، وكان يدعي حنظلة الكاتب ، توفي في خلافة عمر بن الخطاب.
وكتب له عبد الله بن أبي سرح من بني عامر بن لؤي بن غالب ثم لحق بالمشركين بمكة مرتدا ، وكتب له شرحبيل بن حسنة الطابخي ، وكان أبان بن سعيد والعلاء بن الحضرمي ربما كتبا بين يديه ، وكتب له معاوية قبل وفاته باشهر ، وإنما ذكرنا من أسماء كتابه (ص) من ثبت على كتابته واتصلت أيامه فيها وطالت مدته وصحت الرواية على ذلك من أمره من كتب الكتاب والكتابين والثلاثة إذ كان لا يستحق بذلك ان يسمى كاتبا ويضاف إلى جملة كتابه.
دراسة الخبر :
وصف العلماء هذا العدد الكبير بكتاب الوحي وأحيانا وصفوا الواحد منهم بكاتب الوحي ويصدق هذا الوصف عليهم جميعا وعلى الواحد منهم كذلك في ما اذا كان رسول الله (ص) قد عينهم لتدوين القرآن بينما نجد المسعودي عند ما يذكر نوع عملهم في الكتابة لم يخص أحدا بذكر كتابة القرآن ومن ثم نعرف أنهم جميعا كانوا يكتبون ما نزل من القرآن كسائر الكتبة من الصحابة وسنذكر في ما يأتي أن نسخة من القرآن كان في بيت الرسول (ص) وأمر الامام علي بجمعه بعد وفاته ولعله كان قد أمره في حال حياته بكتابة تلك النسخة ثم أمره بعد وفاته بجمعها بعد أن كانت مكتوبة على قطع مختلفة.
كان ذلك شأن الكتابة والكتاب على عهد رسول الله (ص) في المدينة وفي ما يأتي خبر النظام الذي سنه الرسول في تدوين القرآن.