روى الحسكاني : (عن عبد الله بن أبي اوفى ، قال : سمعت رسول الله (ص) يقول يوم غدير خمّ وتلا هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...) ثمّ رفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه ، ثمّ قال : «ألّا من كنت مولاه ...») (١).
وروى الواحدي في أسباب النزول والسيوطي في الدّر المنثور عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب :
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)(٢).
وفي تفسير السيوطي : (عن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله (ص) يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك ـ أنّ عليا مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ...) (٣).
قصد ابن مسعود أنّهم كانوا على عهد رسول الله يقرءون في تفسير الآية هكذا.
وكان نزول هذه الآية في غدير خمّ ، وفي ما يلي تفصيل الخبر.
__________________
(١) الحسكاني ١ / ١٩٠.
وعبد الله بن أبي أوفى : علقمة بن خالد الحارث الأسلمي. صحابيّ شهد الحديبية ، وعمّر بعد النبيّ (ص) ، مات سنة ست أو سبع وثمانين ، وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة. وأخرج حديثه جميع أصحاب الصحاح. ترجمته بتقريب التهذيب ١ / ٤٠٢. وأسد الغابة ٣ / ١٢١.
(٢) أسباب النزول ص : ١٣٥. والدرّ المنثور ٢ / ٢٩٨ ، وأراه هو الحديث المرقم ٢٤٤ من شواهد التنزيل ، وراجع فتح القدير ٢ / ٥٧ ، وتفسير النيسابوري ٦ / ١٩٤.
الواحدي ، هو أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت : ٤٦٨ ه) ، ورجعنا إلى كتابه أسباب النزول ط. بيروت سنة ١٣٩٥ ه.
(٣) الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٨.