قالوا : بلى يا رسول الله (١).
ثمّ ، أخذ بيد عليّ بن أبي طالب بضبعيه ، فرفعها ، حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما (٢) ، ثمّ قال : «أيّها الناس! الله مولاى وأنا مولاكم (٣) ؛ فمن كنت مولاه ، فهذا عليّ مولاه. (٤) اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه (٥) ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله (٦) ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه» (٧).
ثمّ قال : «اللهمّ اشهد» (٨).
ثمّ لم يتفرقا ـ رسول الله وعليّ ـ حتّى نزلت هذه الآية :
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (المائدة / ٣).
__________________
(١) مسند أحمد ٤ / ٢٨١ و ٣٦٨ و ٣٧٠ و ٣٧٢ ، وابن كثير ٥ / ٢٠٩ و ٢١٢.
(٢) في رواية الحاكم الحسكاني ١ / ١٩٠ ، فرفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه. وفي ص ١٩٣ منه : حتّى بان بياض إبطيهما. وضبعاه : الضّبع بسكون الباء : وسط العضد بلحمه. لسان العرب مادة : (ضبع).
(٣) الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ١٩١ ، وعند ابن كثير ٥ / ٢٠٩ : وأنا مولى كلّ مؤمن.
(٤) في جميع المصادر الّتي ذكرناها إلى هنا في جميع روايات الباب.
(٥) مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١١٩ و ٤ / ٢٨١ و ٣٧٠ و ٣٧٢ و ٣٧٣ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٧٠. ومستدرك الحاكم ٣ / ١٠٩. وسنن ابن ماجة ، باب فضل عليّ. والحاكم الحسكاني ١ / ١٩٠ و ١٩١. وتاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩ و ٢١٠ ـ ٢١٣ ، وقال ابن كثير في ٥ / ٢٠٩ : فقلت لزيد : هل سمعته من رسول الله؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنيه. ثمّ قال ابن كثير : قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح.
(٦) مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١١٩. ومجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ و ١٠٥ و ١٠٧. وشواهد التنزيل ١ / ١٩٣. وتاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٠ و ٢١١.
(٧) شواهد التنزيل للحسكاني ١ / ١٩١. وتاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٠.
(٨) شواهد التنزيل ١ / ١٩٠.