قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت فجزاك الله خيرا.
قال : «أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله وأنّ الجنّة حقّ وأنّ النار حقّ؟».
قالوا : بلى نشهد ذلك.
قال : «اللهمّ اشهد».
ثمّ قال : «ألا تسمعون؟».
قالوا : نعم.
قال : «يا أيّها الناس إنّي فرط وأنتم واردون عليّ الحوض وإن عرضه ما بين بصرى إلى صنعاء (١) فيه عدد النجوم قدحان من فضّة ، وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله؟
قال : «كتاب الله ، طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به ، لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، وقد نبّأني اللّطيف الخبير أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، سألت ذلك لهما ربّي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهما فهم أعلم منكم» (٢).
ثم قال : «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟».
قالوا : بلى يا رسول الله (٣).
قال : «ألستم تعلمون ـ أو تشهدون ـ أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟»
__________________
(١) كانت بصرى اسما لقرية بالقرب من دمشق ، وأخرى بالقرب من بغداد.
(٢) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٢ ـ ١٦٣ و ١٦٥ ، وبعض ألفاظه في روايات الحاكم ٣ / ١٠٩ ـ ١١٠ ، وابن كثير ٥ / ٢٠٩.
(٣) مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١١٩ ، ٤ / ٢٨١. وسنن ابن ماجة ١ / ٤٣ ح ١١٦ ، وجاء (نعم) في مسند أحمد ٤ / ٢٨١ و ٣٦٨ و ٣٧٠ و ٣٧٢. وابن كثير ٥ / ٢٠٩ ، ولدى ابن كثير ٥ / ٢١٠ : (ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه).