(أنهاه) : أي أنهى قراءة الكتاب إلى الصفحة التي كتب الاجازة عليها (المولى الفاضل البارع الذكي الألمعي اللوذعي سماعا وتصحيحا وتدقيقا وضبطا) مع تعلّم ما ينبغي أن يتعلّمه (من الأمور العقلية والنقلية) ، والأمور العقلية : شرح ما في بعض الأحاديث ممّا يحتاج إلى استعمال العقل في دراسة ما يستنبط من الحديث من عقائد وأحكام ومعرفة عامّة وخاصّة ومجملة وبيّنة ومطلقة ومقيدة و... والأمور النقلية : دراسة أسناد الحديث وتفسير ألفاظه وما شابههما (في مجالس آخرها ...) وبعد ذلك يجيز الاستاذ تلميذه ويكتب له : (أن يروي عنّي ما صحت لي روايته) كان ذلك جاريا وساريا إلى القرن الثاني عشر الهجري.
ب ـ في مدرسة الخلفاء إلى القرن الحادي عشر.
كانت قراءة الحديث بمعنى سماع التلميذ قراءة استاذه عند ما يقرأ الحديث أو عند ما يقرؤه تلميذ آخر ثقة بمسمع من الاستاذ وان كان التلميذ المستمع طفلا صغيرا بلغ سن خمس سنوات وعندئذ يصحّ للاستاذ أن يكتب لتلميذه الطفل هذا اجازة برواية ما يسمعه من الاستاذ من حديث أو ما قرئ على الاستاذ من حديث وكتاب وسمعه هذا الطفل ثمّ يأخذ من هذا التلميذ بهذه القراءة وينقله عنه عامّة أهل العلم من حفّاظ الحديث والفقهاء وغيرهم. كان ذلكم جاريا وساريا في مدرسة الخلفاء إلى القرن الحادي عشر الهجري.
وأخيرا فقد كان لا بدّ لنا من تقديم هذا البحث ضمن البحوث التمهيدية لمناقشة الروايات التي تزعزع الثقة بثبوت النص القرآني في المجلد الثاني من هذا الكتاب.