فعل في الجاهلية لعاقبتك» (١).
وفي شأن هؤلاء أنزل الله تعالى في سورة النحل / ٥٨ :
(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)
ولمّا كانوا يعتقدون بأن الله اصطفى من الملائكة بنات له كما سيأتي ذكره بحوله تعالى في بحث أديان العرب قال سبحانه :
(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) (الزخرف / ١٧).
قال ابن الاثير في ترجمة صعصعة من أسد الغابة ما موجزه :
صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق همام بن غالب الشاعر ، وكان من أشراف بني تميم ، وكان في الجاهليّة يفتدي الموءودات وقد مدحه الفرزدق بذلك في قوله :
وجدّي الذي منع الوائدات |
|
وأحيا الوئيد فلم يوأد |
قال قدمت على النبي (ص) فعرض عليّ الإسلام ، فأسلمت وعلمني آيا من القرآن فقلت : يا رسول الله أنّي عملت أعمالا في الجاهليّة فهل لي فيها من أجر. قال : وما عملت ، قلت : ضلّت ناقتان لي عشراوان ، فخرجت أبغيهما على جمل لي ، فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض ، فقصدت قصدهما ، فوجدت في أحدهما شيخا كبيرا فبينما هو يخاطبني وأخاطبه إذ نادته امرأة قد ولدت قال وما ولدت. قالت جارية قال فادفنيها فقلت أنا أشتري منك روحها لا تقتلها فاشتريتها بناقتيّ وولديهما والبعير الّذي تحتي وظهر الإسلام وقد أحييت ثلاثمائة وستين موءودة أشتري كلّ واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل. فهل لي من
__________________
(١) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ٥ / ٩٣ ؛ والقرطبي ، تفسير سورة الأنعام الآية ١٤٠ ، ٧ / ٩٦ ـ ٩٧.