عنهم المدافع عن أعراضهم ، الهاجي لأعدائهم بشعر هو كالمقراض يقرض أعداء قومه قرضا.
وأدفع عن أعراضكم وأعيركم |
|
لسانا كمقراض الخفاجي ملحبا (١) |
وذكر أن بني تغلب كانوا يعظمون معلقة عمرو بن كلثوم ويروونها صغارا وكبارا ، حتى هجاهم شاعر من شعراء خصومهم ومنافسيهم بكر بن وائل ، إذ قال :
الهي بني تغلب عن كلّ مكرمة |
|
قصيدة قالها عمرو بن كلثوم |
يروونها أبدا مذ كان أولهم |
|
يا للرجال لشعر غير مسئوم(٢) |
ولسلاطة ألسنة بعض الشعراء ، ولعدم تورع بعضهم من شتم الناس ومن هتك الأعراض ، ومن التكلم عنهم بالباطل ، تجنب الناس قدر امكانهم الاحتكاك بهم ، وملاحاتهم والتحرش في أمورهم ، خوفا من كلمة فاحشة قد تصدر عنهم ، تجرح الشخص الشريف فتدميه ، و «جرح اللسان كجرح اليد» ، كما عبر عن ذلك امرؤ القيس أحسن تعبير (٣).
ولأمر ما قال طرفة :
رأيت القوافي تتلجن موالجا |
|
تضايق عنها أن تولجها الإبر |
وفي هذا المعنى دوّن (الجاحظ) هذه الأبيات :
وللشعراء ألسنة حداد |
|
على العورات موفية دليله |
__________________
(١) ديوان الاعشى ص ١١٧ ، القصيدة ١٤ ، البيت ٣١.
(٢) الاشتقاق ص ٢٠٤ ، وط. مصر ١٣٧٨ ه ص ٣٣٩ ، وقد روى هذا الشعر بأوجه مختلفة ، البيان والتبيين ٤ / ٤١.
(٣) العمدة ١ / ٧٨.