إذا كانوا يسترقون السمع من الملائكة ، ويحدثون بها من يلوذون بهم من كهنة الانس ويزيدونهم في ما يحدثونهم رهقا أي : سفها وكذبا وطغيانا.
وبعد مبعث خاتم الانبياء (ص) منعوا من استراق السمع برمي الشهب إليهم.
من مجموع ما تقدم يظهر أن عمل الجن مع الكهنة كان يستند :
١ ـ إلى اخبارهم الكاهن عن المخبوء عن نظر الانسي ، لان الجان ليس لهم جسم يمنعهم من النفوذ إلى تحت قدم الملك ومعرفة الدينار المخبوء ـ مثلا ـ.
٢ ـ إلى ما استرقوا إليه من كلام الملائكة عما بلغها من أخبار الغيوب من قبل الله سبحانه وهذا ما منعوا عنه بعد مبعث خاتم الأنبياء.
٣ ـ إلى ما يكذبون فيما يسألون عنه من أخبار الغيوب التي لم يعلموا بها ، لأنهم لم يكونوا يقولون في مثل هذه الحالة : لا نعلم هذا الأمر الذي تسألونا عنه ، وفي هذا يزيدون الانسان رهقا.
والكهانة لم تقتصر على العرب الجاهليين قديما ، بل كانت ولا تزال منتشرة بين الامم الجاهلية القديمة والمعاصرة والكهنة كانوا رجال دين الامم الجاهلية يمارسون طقوسهم الدينية.
وقد ظهر أخذ الأنس من الجن في عصرنا على شكل ما يسمى باحضار الأرواح كما يزعمون!
وقد قرأت ان بعضهم أحضر روح ابن سينا كما زعم واستفسر عنه عن عالم ما بعد الموت ، فاجاب. وقرأت عن آخر أنّه زعم أكثر من ذلك. وكل هذا يندرج في باب اتصال الجن بهؤلاء ويجيبهم الجني الوسيط عما يجري في خارج المجلس ويزيدهم رهقا حين يطلب من الانسان الوسيط أن يحضر لهم روح انسان قد توفي ويزعم الجني الوسيط انه ذلك الروح المطلوب حضوره وقد حضر ويجيب عن أسئلتهم بكل كذب يشاؤه.