قحطوا وحبس المطر عنهم وجاعوا ، فقالوا : أصابنا هذا الشرّ من شؤمك وشؤم أصحابك فقال لهم صالح (ع) طائركم عند الله أي الشؤم أتاكم من عند الله وأنتم تفتنون تمتحنون بذلك.
وكذلك معنى قول آل فرعون لموسى (ع) كما أخبر سبحانه عنهم في سورة الاعراف :
(وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ* فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الآيات / ١٣٠ ـ ١٣١)
معناه لما عاقبنا قوم فرعون بالقحط لعلهم يتفكرون في أمرهم ويوحدون الله ، كانوا إذا جاءهم الخصب والنعمة قالوا إنا نستحقّ هذه النعمة لسعة أرزاقنا في بلادنا ، ولم يؤمنوا بأنّها من عند الله ليشكروه ويعبدوه ، وإذا أصابهم حبس المطر وهلاك الزرع والضرع تشاءموا بموسى ومن معه وقالوا : هذا من شؤمكم ، ألا وإن طائرهم والشؤم الّذي لحقهم هو عقاب من عند الله كما وعدهم بذلك.
٢ ـ أخبر عن نظير ذلك في سورة يس وقال سبحانه :
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ .... قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ ... قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ ...) (الآيات / ١٣ ـ ١٩).
قالوا : إنا تشاءمنا بكم فقالت الرسل : طائركم معكم أي الشؤم كلّه معكم بإقامتكم على الكفر بالله تعالى.
هكذا كان التطير من عقائد أهل الجهل في الجاهلية القديمة السحيقة وجاهلية عصر الرسول (ص) ولا يزال التطير موجودا في جاهلية عصرنا مثل تشاؤمهم برقم (١٣) وقد أبطل الله ورسوله التشاؤم واستحسن الرسول (ص) الفأل وأثبته وروي أنّه قال : «لا طيرة وخيرها الفأل» ، قيل : يا رسول الله وما