فكان لكلب بن وبرة وأحياء قضاعة (ودّ) منصوبا بدومة الجندل بجرش وكان لحمير وهمدان (نسر) منصوبا بصنعاء.
وكذلك ذكر اليعقوبي (١) وابن هشام أصنام القبائل وأماكنها قالا : وكان لبعضها بيوت تعظمها العرب مثل بيت اللات بالطائف ، وكانت العرب إذا أرادت حجّ البيت ، وقفت كلّ قبيلة عند صنمها ، وصلّوا عنده ، ثم تلبوا ، حتّى قدموا مكّة وكانت تلبية قريش : لبيك ، اللهم ، لبيك! لبيك لا شريك لك ، الّا شريك هو لك ، تملكه وما ملك ...
وتلبية جذام : لبيك عن جذام ذي النهى والأحلام.
وتلبية مذحج : لبيك رب الشّعرى وربّ اللات والعزّى (٢) وفي ذلك قال الله سبحانه : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)
كانت قبائل العرب إذا دخلوا مكة للحج نزعوا ثيابهم الّتي كانت عليهم ولبسوا ثياب أهل مكّة كراء أو عارية ، وإن لم يمكنهم ذلك طافوا بالبيت عراة ، وكانوا ينكرون المعاد ، كما أخبر الله عنهم في سورة الجاثية وقال سبحانه :
(وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ* وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الآيات / ٢٤ ـ ٢٦)
وكان لهم في الجنّ عقائد مبهمة مشوشة كما نذكرها في ما يأتي بحوله تعالى :
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ١ / ٢٥٥ ، وسيرة ابن هشام ١ / ٨٢ ، والاكتفاء للكلاعي ١ / ٩٤.
(٢) كذلك ذكر اليعقوبي ١ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ، تلبية القبائل قبيلة بعد قبيلة.