النسيء : نسأت الشيء فهو منسوء ، إذا أخرته والنسيء بمعنى المنسوء مثل القتيل بمعنى المقتول ورجل ناسئ وقوم نسأة على وزن فاسق وفسقة. ليواطئوا : واطأه وافقه طابقه.
المعنى :
كانت العرب تحرم الشهور الأربعة وذلك مما تمسّكت به من ملّة إبراهيم وإسماعيل ، وكانوا أصحاب حروب وغارات ، فربّما كان يشقّ عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية ، ذي القعدة ، وذي الحجة ، ومحرم ولا يغيرون فيها بعد أن أتموا حجّهم في ذي الحجة ، ويقولون : لئن توالت علينا ثلاثة أشهر لا نصيب فيها شيئا لنهلكن ، فكانوا إذا صدروا عن منى يقوم منهم رئيس ، ويقول : أنا الذي لا أعاب ولا أخاب ولا يرد لي قضاء فيقولون : نعم صدقت. أنسئنا شهرا واجعل حرمة المحرم في صفر وأحل المحرم ، فيفعل ذلك.
فيكون صفر تلك السنة عندهم شهر المحرم والصفر ربيع أول وهكذا يتسلسل حتى يكون ذو الحجة الآتي بعدها في شهر محرم وكذلك كانت الاشهر تدور عندهم وأحيانا يصادف عندهم أن يحجوا في شهر ذي الحجة.
ولما حجّ النبي (ص) حجة الوداع وافقت شهر ذي الحجة ، فقال في خطبته ألا وان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ورجب الذي بين جمادي وشعبان.
أراد (ص) أن الأشهر الحرم ، رجعت إلى مواضعها وعاد الحجّ إلى ذي الحج وبطل النسيء وكان أول من سن النسيء عمرو بن لحي وحين جاء الاسلام كان ينسؤها رجل يقال له القلمس وفي ذلك قال رجل من قومه اسمه عمير بن قيس بن جذل الطعان :