هنا قلنا بعدم جريان استصحاب بقاء ذلك العدم الازلى بالنسبة الى ما بعد الزوال لانتقاض اليقين السابق باليقين بالخلاف كما اوضحنا فى ما تقدم ففى مثل هذا المثال يكون عدم اتصال زمان اليقين بزمان الشك واضحا وفى بعض الأمثلة ربما يكون عدم الاتصال بهذا الموضوع ولا بأس بذكر مثال يكون جامعا بين ما هو واضح الاتصال وما هو واضح الانفصال وما ليس بذلك الموضوع وهو انه : لو كان الإناءين نجسين تفصيلا ثم علم طهارة احدهما فهذا العلم الطارى تارة يكون من اول حدوثه كما اذا علم بطهارة احدهما لا على اليقين بأن علم بوقوع مطر فى احد الإناءين واخرى يطرأ عليه الاحتمال بعد ما كان تفصيليا وهذا ايضا يكون على قسمين فانه تارة يعلم تفصيلا بطهارة الاناء الخاص الممتاز عن الآخر امتيازا تفصيلا كما اذا كان الإناءين فى منظر منه ووقع مطر فى احدهما المعين ثم بعد ذلك اشتبها وطرأ على علم تفصيلى بطهارة الاناء الخاص الاجمالى وصار بعد ذلك يعلم اجمالا بطهارة احدهما واخرى لا يكون العلم التفصيلى بهذه المثابة بل فيه شائبة الاجمالى ايضا وذلك كما اذا كان احد الإناءين فى الطرف الشرقى من البيت والاناء الآخر فى الطرف الغربى منه وعلم تفصيلا ان فى خصوص الاناء الذى فى طرف الشرقى قد اصابه المطر ولكن لم يكن الاناء فى منظر منه حتى يعرف الاناء الواقع فى الطرف الشرقى وغيرها عن الواقع فى الطرف الغربى ثم بعد ذلك اجتمع الاناء ان فى مكان واحد ولم يعلم الشرقى عن الغربى فهذا القسم متوسط بين الاول والثانى ويمتاز عن الاول بأن العلم بطهارة احدهما فى القسم الاول كان اجماليا محضا ويمتاز عن الثانى ايضا بان فى القسم الثانى كان يعلمه الاناء الواقع فى الطرف الشرقى تفصيلا باوصافه فى هذا القسم