العقل هو الشاك فى ذلك او ليس من شأن العقل ادراك الواقعيات على ما هى عليها اذ كثير اما يكون العقل شاكا فيما له الدخل فى القبح ولكن مع ذلك يحكم على الشيء الواجد الجميع ما يحتمل دخله فى القبح بقبحه من باب القدر المتيقن فيكون وزان حكم الشرع المستفاد من حكم العقل وزان حكم الشرعى المستفاد من الكتاب والسنة كما ان انتفاع بعض الخصوصيات من المتيقن لا يضر بجريان الاستصحاب فكذلك انتفاء بعض الخصوصيات المتيقن المستفاد من حكم العقل.
وثانيا : سلمنا ان كل خصوصية اخذها العقل فى موضوع حكمه تكون قيدا فى موضوعه ولها دخل فى مناط حكمه إلّا ان اخذ العقل الخصوصية قيدا لموضوع حكمه لا يلزم ثبوته تقييد الموضوع بتلك الخصوصية فان غاية ما يدرك العقل هو ان خصوصية الضرر او عدم النفع لها دخل فى قبح الكذب لكن من الممكن ثبوتا ان يكون القبح دائما بما لا يكون من الكذب الضار واخذ الشيء قيدا فى موضوع العقل لا يلازم المفهوم بحيث ينحل قضية حكم العقل بقبح الكذب الضار الى قضيتين ثبوتية وهى حكمه بقبح الكذب الضار وسلبية وهى حكمه بعدم قبح الكذب الضار اذ من الممكن ان يكون لخصوصية الضرر دخلا فى نظر العقل بقبح الكذب ولكن لم يكن لها فى الواقع دخل غايته عند انتفاء.