وقلت : ليس هذا من قبل عليّ رضي الله عنه مع فصاحته وفضله ، وأين خبر تسمى (١)؟
وذكرت في كتابي «الموضح» هذا القول ، وقلت : ليس هذا من عليّ ، حتى وجدت في بعض كتب المتقدمين أنّ هذا من قبل عليّ رضي الله عنه ، فسلّمت ، وعددته من جملة ما ورد عن أهل التفسير ، مما لا أصل له في اللغة.
ـ ومنها قوله تعالى : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا) (٢). الوقف على (لا) (٣) ، ثم تجعل (تَقْتُلُوهُ) ابتداء. فهذا غير مفهوم عند النحويين.
__________________
(١) قال الجاحظ : وقال آخرون في قوله تعالى : (عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) قالوا : أخطأ من وصل بعض هذه الكلمة ببعض. قالوا : وإنّما هي : سل سبيلا إليها يا محمد.
فإن كان كما قالوا فأين معنى تسمّى ، وعلى أيّ شيء وقع تسمى؟ فتسمّى ماذا؟ وما ذلك الشيء؟ ا ه.
راجع الحيوان ١ / ٣٤٤.
أقول : ـ وهذا من المنسوب إلى سيدنا عليّ زورا وبهتانا.
ومثل هذا ما ذكره الحافظ ابن حجر قال : ذكر لي الحافظ صلاح الدين الأقفهسي أنّه سمع محمدا الكلائي الملقب صلاح الدين أحد المذكّرين يقول في تفسير قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ) ـ : من ذلّ ذي : ذلّ نفسه ، وذي : إشارة إلى النفس ، يشف : يحصل له الشفاء ، ع : افهموا. قال : فذكرت ذلك للشيخ زين الدين الفارسكوري فمشى معي إلى الشيخ سراج الدين البلقيني ، وأرسل إليه وعزّره ومنعه من الكلام على الناس.
راجع إنباء الغمر ٢ / ٨٨.
(٢) سورة القصص : آية ١٨.
(٣) روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : الوقف لا ، لأن امرأة فرعون قالت : قرة عين لي ولك ، فقال لها فرعون : أمّا لك فنعم ، وأمّا لي فلا ، ليس هو قرة عين ، فكان كما قال.
قال الفراء وأبو حاتم وجماعة من أهل الكوفة : إنّ هذا لحن ولا وجه لهذا الوقف في العربية ؛ لأنه لو كان كذلك لقال : تقتلونه ، بنون الرفع ، إذ لا مقتضي لحذفها ؛ لأنّ ـ