وقوله تعالى : (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) (١) ، وقوله عزوجل : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ) (٢) ، إلى قوله : (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ.)
قال الكلبي : هذا من المكتوم الذي لا يفسّر. وقال غيره : وعلمه محيط بكلّ شيء.
ـ ويحتمل أنّه صفة من صفات الله تعالى ، لا تشبه صفات المخلوقين ولا ندري كيفيتها ، كالعلم والسمع والبصر والكلام ، والله أعلم.
مسألة ـ فإن سئل عن قوله تعالى : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) (٣) ، متى وعدهم هذا؟ وهل في القرآن ذكر الوعد؟
قلنا : نعم ، وهو قوله : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) (٤).
المعنى :
أظننتم يا معشر المسلمين أن تدخلوا الجنة ولما يصبكم من العدوّ والخوف والبلاء ما أصاب من قبلكم من البأساء والضّراء ، واستقبلهم العدوّ ، وزلزلوا أي : حرّكوا عند القتال حتى قال الرسول ، ـ قيل : هو اليسع ، والذين معه من المؤمنين ـ : متى نصر الله؟
__________________
(١) سورة البقرة : آية ١٩.
(٢) (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [سورة فصلت : آية ٥٣ ـ ٥٤].
(٣) سورة الأحزاب : آية ٢٢.
(٤) سورة البقرة : آية ٢١٤.
وهذا قول قتادة ، ذكره القرطبي في تفسيره ١٤ / ١٥٧.