ومنها ما دخلت للمطاوعة. كقولك : صرفته فانصرف. قال الله تعالى : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (١) ، وقوله تعالى : (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (٢).
ومنها ألف الاختصاص كقولك : أورد فلان لفلان ، وأثرى ، لنفسه أو كان لغيره ، وأنال لنفسه ، وكسب واكتسب. قال الله تعالى : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) (٣) لأن النفس لا تطاوع في الخير. ويحتمل المعنى كأنها عدّت المعاصي والشر لها ، وذكر أولا اكتسبت على معنى حسابها. ولكن الله تعالى قلب عليها فقال لها ما كسب وإن ظنت أن ليس لها فعليها ما اكتسبت وإن ظنت أنه لها. هذا ما بلغنا عن بعض أهل العلم ، والله أعلم بمراده.
ومنها ألف تزاد في الجمع لتدل على أنها جمع فعيل. نحو نبي وأنبياء ، وصفي وأصفياء ، وعليم وأعلماء.
ومنها ألف عماد في الاسم المبهم والإشارة نحو هذا وذلك. لأن الاسم منه «ذا» والهاء للتنبيه والألف عماد.
* * *
__________________
(١) سورة الصّف : آية ٥.
(٢) سورة التوبة : آية ١٢٧.
(٣) سورة البقرة : آية ٢٨٦.
ـ وقال أبو حيان : الافتعال : الالتزام ، وشرّه يلزمه ، والخير يشرك فيه غيره بالهداية والشفاعة.
والافتعال : الانكماش ، والنفس تنكمش في الشر ، وجاء في الخير باللام ، لأنه مما يفرح به ويسرّ فأضيف إلى ملكه ، وجاء في الشرّ بعلى من حيث هو أوزار وأثقال ، فجعلت قد علته وصار تحتها ، وهذا كما تقول : لي مال وعليّ دين. ا. ه.
راجع البحر المحيط ٢ / ٣٦٧.