أخرجه ابن الأسبوع الأندلسي في كتابه الشفا » (١).
ترجمته :
وابن سبع صاحب كتاب ( شفاء الصدور ) من أجلّة حفاظ أهل السنة ، وأعاظم علمائهم ، كما يظهر من ترجمته ، وإليك بعض الكلمات الواردة في حقّه :
١ ـ الذهبي : « الكلاعي ـ الامام العالم الحافظ البارع ، محدّث الأندلس وبليغها أبو الربيع ... عني أتم عناية بالتقييد والرواية ، وكان إماما في صناعة الحديث ، بصيرا به حافظا حافلا عارفا بالجرح والتعديل ، ذاكرا للمواليد والوفيات ، يتقدّم أهل زمانه في ذلك وفي حفظه اسماء الرجال ، خصوصا من تأخر زمانه وعاصره ، كتب الكثير ، وكان خطّه لا نظير له في الإتقان والضبط ، مع الاستبحار في الأدب والاستهتار بالبلاغة ، فردا في إنشاء الرسائل ، مجيدا في النظم خطيبا فصيحا مفوها مدركا ، حسن السرد والمساق لما ينقله ، مع الشارة الأنيقة والزيّ الحسن ، وهو كان المتكلّم عن الملوك في زمانه في المجالس ، المبيّن عنهم لما يرومونه في المحافل على المنابر ، ولي خطابة بلنسة في أوقات ، وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة ... وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه ، انتفعت به في الحديث كلّ الانتفاع وأخذت عنه كثيرا.
قلت : حدّث عنه أبو العباس أحمد بن العماد قاضي تونس ، وطائفة ، قال ابن مندي : لم ألق مثله جلالة ونبلا ورياسة وفضلا ، وكان إماما مبرّزا في فنون من منقول ومعقول وموزون ومنثور ، جامعا للفضائل ، برع في علوم القرآن والتجويد ، أما الأدب فكان ابن بجدته ، وهو ختام الحفاظ ...
قال الأبّار ... وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس ، استشهد بكابية تنسيه على ثلاث فراسخ من مرسية مقبلا غير مدبر ، في العشر من ذي الحجة سنة ٦٣٤.
قال الحافظ المنذري : توفي شهيدا بيد العدو ، وكان مولده بظاهر مرسية في
__________________
(١) الاكتفاء في فضائل الأربعة الخلفاء ـ مخطوط ، وقد ذكر في كشف الظنون ٢ / ١٠٥٠ « كتاب شفاء الصدور ... ».