الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)(١)
(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ)(٢)
(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ)(٣)
(حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(٤)
والمستفاد من الروايات ان الموت يوجب قوّة ادراكه وحدّة بصره وزوال غفلته وجهالته قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا» وقد تكلّم صلىاللهعليهوآلهوسلم مع المشركين من قتلى بدر بقوله : «إنّي قد وجدت ما وعدني ربّي حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّا؟» ، فقالوا له إنّك تكلّم الموتى! فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هم اسمع منكم» كما انه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد دفن فاطمة بنت اسد قد نفض يده من تراب القبر ثم قال : «والذي نفس محمد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي».
وبالجملة الروايات المعتبرة الدالة على بقاء الإنسان وشعوره وادراكه بعد موته كثيرة جدا تبلغ حدّ التواتر وقد عقد في الوافي لشطر منها ابوابا واورد فيها أخبارا منها باب انّ الميّت يزور اهله وباب بعنوان انّ الميّت يفرح بزيارة اهله له وباب بعنوان انّه تبلغه الهديّة والثواب إذا أتى بالعمل الصالح بقصده وباب بعنوان انه يبلغه مثوبة الأعمال الحسنة التي أتى بها في حال حياته وبقى آثاره كمن حفر بئرا وغرس نخلا وكتب مصحفا وربّى ولدا
__________________
(١) سورة السجدة الآية ١١.
(٢) سورة النحل الآية ٣٢.
(٣) سورة النحل الآية ٢٨
(٤) سورة المؤمنون الآية ٩٩ و ١٠٠