وأمّا ما يدل على ارجاع الشيعة لأخذ معالم الدين من اصحابهم فكثيرة والظاهران المراد فيها اخذ الفتاوي عنهم فان التعبير الوارد في الإرجاع إلى اصحابهم قد وقع تارة بعنوان اخذ الحديث والرواية كما في الخبر ٤ و ٥ و ٨ و ١٩ من الباب ١١ من أبواب صفات القاضي (١) واخرى بعنوان اخذ معالم الدين كما في الخبر ١٥ و ٢٧ و ٣٣ و ٣٤ و ٣٥ و ٤٢ و ٤٥ من الباب المذكور والطائفة الثانية ظاهرة في اخذ الفتاوي كما ذكرنا.
وامّا دلالة الأخبار العلاجية الصادرة من الأئمة عليهمالسلام على تعليمهم وتصويبهم الاجتهاد بالمعنى المتعارف فمما لا يخفى فان عرض الأخبار المتعارضة على الكتاب وتعيين ما هو الموافق عما هو المخالف والأخذ بالأوّل وطرح الثاني وكذا تعيين ما هو الموافق للشهرة عما هو المخالف لها.
والنظر الى الأخبار الموافقة للعامة والأخبار المخالفة لهم والأخذ بالثانية وطرح الأول وغير ذلك من الامور المذكورة في الأخبار العلاجية من أوضح مصاديق الاجتهاد وقلّما يتفق باب من ابواب الأخبار يكون خاليا من التعارض.
ومن هذه الأخبار مقبولة عمر بن حنظلة وخبر السكوني وعبد الرحمن ابن ابي عبد الله والحسين بن السري ومحمد بن عبد الله والحسن بن الجهم (الحديث ١ و ١٠ و ٢٩ و ٣٠ و ٣٤ و ٤٠ من الباب ٩ من ابواب صفات القاضي).
__________________
(١) ص ١٠٦ ـ ١١٠ من ج ١٨ من الوسائل.