كثيرة ، منها : «الخلاف» و «التذكرة» و «المنتهى» و «المعتبر» فيذكر فيها المختارات من الفروع في المذاهب ، ثم يستدلّ عليها على أساس مباني المذاهب ، ويذكر في ضمنها مزيّة مباني مذهب الإماميّة من جهة الإتقان والاستحكام ، وقد سلك هذا المسلك فطاحل من فقهائنا العظام كشيخ الطائفة والعلّامة والمحقّق «شكر الله مساعيهم وجزاهم خيرا».
شيوع الإفتاء والاستفتاء في زمانهم عليهمالسلام
ومما يدلّ على ان الإفتاء والاستفتاء كانا شائعين في زمن الأئمّة عليهمالسلام ما يلي :
عن علي بن أسباط قال قلت للرضا عليهالسلام يحدث الأمر لا أجد بدّا من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه احد أستفتيه من مواليك قال فقال : «ائت فقيه البلد فاستفته من امرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه» (١)
ودلالته على إن الإفتاء كان شايعا في مواليه ومحبّيه في ذلك الزمان ظاهرة اذ يدل على وجود الفقهاء في تلك الأعصار وكان بناء العوام على الرجوع اليهم وعدم ردعه عليهالسلام يكشف عن رضاه بما ارتكز في اذهانهم من المراجعة إلى الفقهاء.
وعن حسين بن معاذ عن ابيه معاذ بن مسلم النحوي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «بلغني انّك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟»
قلت : نعم وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج إني اقعد في
__________________
(١) الحديث ٢٣ من الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ص ٨٢ ج ١٨ الوسائل.