وتأسّفوا عليه أيّ تأسف.
٢ ـ إنّهم عليهمالسلام كانوا عالمين بأن الشيعة بارتكازهم يرجعون في تلك العصور المظلمة إلى فقهائهم ويأخذون منهم معالم دينهم ويعملون بما أخذوا عنهم منتظرين للفرج.
٣ ـ إنّهم عليهمالسلام كانوا يعلمون بان الفقهاء في هذه العصور ما كان لهم محيص في استخراج الأحكام الشرعية الّا المراجعة الى الكتب والجوامع التي كان الأئمة عليهمالسلام يأمرون بجمعها وتأليفها ويؤكّدون على حفظها ويقولون اكتبوا فإنه سيأتي زمان هرج لا يأنسون الّا بكتبهم وكانوا احيانا يأخذون تلك الكتب ويطالعونها ويدعون لمؤلفها بقولهم عليهمالسلام اعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة. (١)
ومن المعلوم انه ليس شأن الفقهاء في المراجعة إلى تلك الكتب والجوامع الّا تفريع الفروع على الاصول الواصلة اليهم من ائمتهم والجمع بين اخبارهم المتعارضة بحسب انظارهم على مستوى العلاج الذي ارشدوهم اليه في الأخبار العلاجيّة وما هذا الّا الاجتهاد واتخاذ الرأي والنظر.
فلو لم يكن الطريق المزبور المعمول من الفقهاء مرضيّا عند الأئمة عليهمالسلام كان عليهم الردع وارشاد الفقهاء الى ترك هذا الطريق وارشاد الناس الى ترك الأخذ لفتاويهم وترك العمل بها والحال انهم عليهمالسلام مضافا إلى انهم لم يردعوا عنه قد عظّموا شأن الفقهاء العاملين بهذا الطريق وعظّموا شأنهم وقدرهم واخبروا عن اهميّة عملهم وعن عظيم ثوابهم وجزائهم وانبئوا عن مكانتهم وفضائلهم وقالوا بأنهم هم الكافلون لأيتام آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم والمرشدون لهم والمدبّرون لامورهم والمرابطون بالثّغر الذي يلي ابليس وعفاريته ولا ريب
__________________
(١) الوسائل ج ١٨ ص ٧٢ الحديث ٨٠ من الباب ٨ من أبواب صفات القاضي.