معنى التقليد
واللّازم في المقام هو البحث عن أمرين :
١ ـ ما هو التقليد؟
٢ ـ ما هو الباعث للعامي على التقليد؟
أما الأول : فنقول :
التقليد لغة : من القلادة ، وهي الّتي تجعل في العنق ، في عنق نفسه أو في عنق غيره ، ومناسبة معناه لبحث الاجتهاد والتقليد واضحة ، لأنّها إمّا باعتبار ان العامي يجعل دينه وتبعات أعماله المرتبطة بدينه في عنق مفتيه ، فمعنى تقليده للفقيه جعل دينه الّذي نزّل منزلة القلادة في عنق الفقيه ، وإمّا باعتبار انه يجعل فتاوى الفقيه التي قد شبّهت بالقلادة في عنق نفسه ، بمعنى انه يلتزم بها ولا يتحرّك ولا يسكن إلّا معها وباستنادها ، فإطلاق لفظ التقليد في المقام مشتمل على تشبيه وتنزيل من باب تشبيه المعقول بالمحسوس.
ويشهد على صحّة الإطلاق بالاعتبار الأوّل ما رواه أبو بصير قال : دخلت أمّ خالد العبديّة على أبي عبد الله عليهالسلام وأنا عنده فقالت : جعلت فداك يعتريني قراقر في بطني وقد وصف لي اجناد العراق النّبيذ بالسويق؟ فقال عليهالسلام : ما يمنعك من شربه؟ فقالت : قد قلّدتك ديني ، فقال عليهالسلام : فلا تذوقي منه قطرة لا والله لا آذن لك في قطرة منه ، فإنّما تندمين إذا بلغت نفسك هاهنا ، وأومأ بيده إلى حنجرته ـ يقولها ثلاثا ـ أفهمت؟ فقالت : نعم ، ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : ما يبلّ الميل ينجس حبّا من ماء يقولها