مطلق الوجود في عالم النّفس بل الوجود اللحاظي التصوري ، إذ ليس كل وجود في عالم النّفس ذهنياً فالإرادة كيف نفساني موجود في نفس العطشان بالنسبة إلى الماء ، ووجوده فيه خارجيّ لا ذهني. ويترتّب على ما ذكرناه : أن النسبة كلّما كان موطنها الأصلي خارج عالم النّفس فلا يمكن أن توجد في صقع الذهن حقيقة لا بوجود حقيقي ولا بوجود لحاظي تصوري ، امَّا الأول فلأنَّه خلف ما فرضناه من أنَّ موطنها الأصلي خارج عالم النّفس. وأمَّا الثاني فلما برهنا عليه من استحالة الوجود الذهني للنسبة ، فلا بدَّ في مقام اقتناص الذهن لها أن تكون تحليلية ومرجعه إلى انَّ الحصة الخاصة لها وجودان وجود خارجي ووجود ذهني ، فالوجود الذهني دائماً يكون لمفهوم اسمي بمطلقه أو بحصة خاصة منه. وبهذا يمكن إيقاع التصالح بين الاتجاهين الإخطاري والإيجادي في المعاني الحرفية فلعلّ القائل بإخطاريتها كأن يقصد إخطارية الحصة الخاصة المستبطنة للنسبة تحليلاً ، فانَّها إخطارية كإخطارية المعنى الاسمي المطلق فانَّه لا فرق بين أن توضع بإزاء الحصة الخاصة اسماً واحداً كالفانوس مثلاً أو ألفاظ متعددة كالنار في الزجاج مثلاً وكلَّما كان الموطن الأصلي للنسبة عالم النّفس وحقّها الحقيقي في الوجود في هذا العالم ، فهي يمكن أن توجد في عالم النّفس بوجودها الحقيقي لا بوجود لحاظي تحليلي فقط. ويترتب على ذلك انَّ النحو الأول من النسبة يعتبر نسبة ناقصة ، والنحو الثاني منها يعتبر نسبة تامة.