عبد الله خاتم النبيين الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فجده الإمام علي (ع) عفا عن مروان الذي قاد الجيوش لحربه في البصرة فبعد أن ظفر به ووقع أسيرا في قبضته تركه وأطلق سراحه مع علمه بأنه سينضم إلى معاوية ويحاربه في صفين وبعد أن استتب الأمر لمعاوية واختاره واليا على المدينة كان يؤذي الإمام الحسن (ع) وكانت مجزرة كربلاء من أغلى أمانيه. ومع كل هذه السيئات وهذه الإساءات عفا عنه بعد أن وقع في قبضة يده. ثم قال حكمته : « إذا ظفرت بعدوك فليكن العفو أحلى الظفرين ».
وجده الأكرم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عفا عن رأس الشرك أبي سفيان بعد أن ظفر به ، كما عفا عن زوجته هند بنت عتبة وأحسن إليها بعد عملها الشنيع ، عندما شقت بطن الحمزة البطل المؤمن الصنديد واستخرجت كبده ونهشتها بأسنانها وحملتها إلى مكة تتشفى بالنظر إليها. وعفا (ص) أيضا عن والد مروان الحكم عندما ظفر به في مكة وقد كان يؤذيه ويسيء إليه بشتى أنواع الإساءة. وبعد أن أظهر الإسلام بعد فتح مكة كان يستهزىء به ويفتري عليه. لكن النبي (ص) اكتفى بنفيه مع ولده إلى الطائف كما عفا عن جميع مشركي مكة وجبابرتهم الذين وقفوا في وجه الدعوة الإسلامية المباركة ، وعن كل من كان يسيء إليه وقال عندها كلمته المشهورة : « إذهبوا فأنتم الطلقاء » فليس غريبا إذا أحسن الإمام زين العابدين لمن أساء إليه. فهو من سلالة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
أما عن كرمه (ع) فالروايات كثيرة لا تحصى نذكر بعضا منها.
روى الصدوق عن سفيان بن عيينة أن محمد بن شهاب الزهري رأى علي بن الحسين (ع) في ليلة باردة وعلى ظهره دقيق يسعى به إلى جماعة. فقال له : يابن رسول الله ما هذا؟ أجابه : أريد سفرا أعددت له زادا أحمله إلى موضع حريز ، قال : فهذا غلامي يحمله عنك ، فأبى عليه الإمام (ع)