١
في الأمور العامة
تمهيد
ينبغي قبل الشروع في بحث المسائل المتعلقة بصلب الرسالة أن نقدم لها مقدمة تتعلق بالأمور العالمة التي ترتبط ارتباطاً مباشراً أو غير مباشر مع موضوع البحث الذي يدور حول طبيعة النظر الکلامي والفلسفي حول مسألة المعاد الجسماني الذي طرحه القرآن الکريم في ما يقارب ألفين آية شريفة ، وتواترات فيه الروايات المنقولة عن أهل بيت العصمة والطهارة : ، بالشکل الذي لم يبق معه الشک والريب فيها.
ومن جملة هذه الأبحاث التي ستناولها في هذا الفصل هو التعريف اللغوي لهذه الکلمة ـ المعاد ـ بالإضافة إلى التعريف الاصطلاحي ، لأن مسائل الموضوع متوقفة دائماً على تصور مفرداته ، فما لم تتضح هذه المفردات لا يمکن فهم مسائله بالشکل المطلوب ، والکاشف عن هذا الأمر وهو التعريف اللغوي والاصطلاحي لها ، ثم بعد ذلک نتناول فيه عقائد الناس قديمها وجديدها ، وهو أشبه ما يکون بدراسة تاريخية لهذه المسألة عبر القرون ، التي مرت بها البشرية ، منذ العصر الجاهلي إلى عصر الثقافة والتکنولوجيا الحديثة ، ثم نتعرض إلى طبيعة وشکل الأساليب