على هيئة القياس ، وأخرى ترد على نتيجة الاستدلال ، وثالثة على عدد مقدمات القياس المنطقي ، وإليک مضمون ترجمته ، (١) قال : بأدنى مقارنة بين المقدمات والنتيجة ، فإنا لا نحصل على رابطة منطقية بينهما ، ولا يبدو أن النتيجة هي نتيجة حاصلة من عدة استدلالات ؛ أحدها : هو الغاية من کل شيء في العالم ، وثانيها : اقتضاء الحکمة الإلهية ، ووجوب الوعد والوعيد ، أو لزوم وجود المکافئات والمجازاة في طبيعة العالم ، وثالثها : النتيجة الحاصلة من القياس المنطقي فهي إما حاصلة من قياس استثنائي أو اقتراني ، فلو کان اقترانياً ، فعلى کل حال واحد من الإشکالات الأربعة الذي سوف ينتهي أخيراً إن لم يکن بديهياً مع برهان الخلف ، أو بصورة مباشرة إلى النتيجة ، عندما لم يکن عقيماً. وسواء کان الإنسان متديناً أو غير متدين ، حسوداً أو غير حسود ، مزکياً لنفسه أو غير مزکّ لها ، فلا يستطيع الخدش في نتيجة البرهان العقلي ما لم يخالف الأصول والقواعد المنطقية ، ورابعها : لو لم ننظر إلى المقدمات في هذا الاستدلال ، ونظرنا مباشرة إلى النتيجة ، فإنا سنقع في ترديد عند اعتبار هذه المقدمات شرطاً في البرهان العقلي ، يعني البرهان الذي تعيّنه مقدماته.
ثم أضاف قائلاً : ( لو تأملنا کثيراً في المقدمات ، لوجدناها ليست تنفي المعاد الجسماني وحسب ، بل تثبت المعاد الروحاني ، کمقدمة أصالة الوجود والتشکيک في الوجود ، والحرکة الاشتدادية في الوجود ، المبتني عليها نظرية کون النفس جسمانية الحدوث وروحانية البقاء ، وعندئذ يکون المعاد روحانياً لا جسمانياً ، وکذلک في سائر المقدمات الأخرى التي تتعلق بالنفس کتشخص البدن بالنفس ، وشيئية وهوية الإنسان بنفسه ، وإن تجرد القوة الخيالية متعلق بالنفس أيضاً ، ورابطة النفس بالصور والأفعال رابطة الفاعل بالفعل ، وليس رابطة القابل والمقبول.
ــــــــــــــــ
١. مجلهء مصباح ، شمارء ١٤ ، مقالة محمد جواد پيرمرادي ، بررسي نظريهء حدوث جسماني ومعاد جسماني ملاصدرا ، ص ٨٩.