الصغيرة ، فحمنا منه ، وولدت البکر أبناً وسمته « موآب » وهو أبو الموآبين ، ولدت الصغيرة أبناً فسمته « بن عمّي » وهو أبو بني عمون اليوم ، (١) وغير ها من الخرافات التي تنسب إلى أولياء الله الذين اصطفاهم على العالمين.
قال السيد الخوئي : ( وليحکم الناظر عقله ، ثم ليقل ما شاء وبعد نقله لمجموعة من قبيل هذا النص قال : هذه أمثلة يسيرة في کتب العهدين الرائجة من سخافات وخرافات ، وأضاليل وأباطيل لا تلتئم مع البرهان ، ولا تتمشى مع المنطق الصحيح ، وضعناها أمام القارئ ، ليمعن النظر فيها ، وليحکم عقله ووجدانه ... إلى أن قال : وهل يمکن أن ننسب هذه الکتاباب السخيفة إلى الوحي السماء وهي التي لوثت قداسة الأنبياء بما ذکرناه وبما لم نذکره ). (٢)
نعم لقد ذکرت في التوراة بعض النصوص غير الصريحة في دلالتها على الحساب الأخروي ، کما ظهر ذلک من خلال المحاورات التي جريت بين بعض علماء اليهود مع بعض أتباع فرقة الصدوقيين من اليهود الذين لا يؤمنون بالحساب الأخروي على العکس من فرقة الفريسيين ، وقد برر علماء اليهود غير الصدوقيين على أن هذه النصوص وإن لم تکن ظاهرة عليه ، ولکن هناک من يستطيع فهمها کما جاء هذا في التلمود ، حيث قال علماؤهم فيه : ( لا يوجد قسم من التوراة الکتبية غير دال على الاعتقاد بقيامة الأموات ، ولکن لا صلاحية لنا أن نفسرها بهذا المعنى ) ، (٣) ثم أنهم نقلوا بعض نصوص التوراة التي تشير إلى هذا الأمر ، کما جاء في سفر اشعيا : « تحيا أمواتک ، وتقوم الجثث ، استيقظوا ، ترنموا يا سکان التراب ، لأن طلک طل أعشاب ، والأرض تسقط الأخيلة » ، (٤) وجاء في مزامير داود : « إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني » ، (٥) وأيضاً : « لأنک لم تترک نفسي في الهاوية لن تدع
ــــــــــــــــ
١. سفر التکوين ، الإصحاح ١٩.
٢. أبو القاسم الخوئي ، البيان في تفسير القرآن ، ص ٥٠ ـ ٥٥.
٣. راب دکتر آكهن ، گنجينه اي از تلمود ، باهتمام أمير حسين صدر پور ، ترجمة أمير فريدون گرگاني ، تطبيق با متون يهوشوع ، ص ٣٦٣.
٤. سفر اشعيا ، ١٩ ، ٢٦.
٥. مزامير داود ، ٤ ، ٩ ، ١٥.